@ 322 @ أول سورة الحج معنى النطفة ، والعلقة ، والمضغة ، وبينا أقوال أهل العلم في المخلقة ، وغير المخلقة . والصحيح من ذلك وأوضحنا أحكام الحمل إذا سقط علقة أو مضغة هل تنقضي به عدة الحامل أو لا ؟ وهل تكون الأمة به أم ولد إن كان من سيدها أو لا ؟ إلى غير ذلك من أحكام الحمل الساقط ، ومتى يرث ، ويورث ، ومتى يصل عليه ، وأقوال أهل العلم في ذلك في الكلام على قوله تعالى : { ياأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ } . وسنذكر هنا ما لم نبينه هنالك مع ذكر الآيات التي لها تعلق بهذا المعنى . أما معنى السلالة : فهي فعالة من سللت الشيء من الشيء ، إذا استخرجته منه ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت : ياأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ } . وسنذكر هنا ما لم نبينه هنالك مع ذكر الآيات التي لها تعلق بهذا المعنى . أما معنى السلالة : فهي فعالة من سللت الشيء من الشيء ، إذا استخرجته منه ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت : % ( خلق البرية من سلالة منتن % وإلى السلالة كلها ستعود ) % .
والولد سلالة أبيه كأنه انسل من ظهر أبيه . .
ومنه قول حسان رضي الله عنه : ومنه قول حسان رضي الله عنه : % ( فجاءت به عضب الأديم غضنفرا % سلالة فرج كان غير حصين ) % .
وبناء الاسم على الفعالة ، يدل على القلة كقلامة الظفر ، ونحاتة الشيء المنحوت ، وهي ما يتساقط منه عند النحت ، والمراد بخلق الإنسان من سلالة الطين : خلق أبيهم آدم منه ، كما قال تعالى : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } . .
وقد أوضحنا فيما مضى أطوار ذلك التراب ، وأنه لما بل بالماء صار طيباً ولما خمر صار طيناً لازباً يلصق باليد ، وصار حمأً مسنوناً . قال بعضهم : طيناً أسود منتناً ، وقال بعضهم : المسنون : المصور ، كما تقدم إيضاحه في سورة الحجر ، ثم لما خلقه من طين خلق منه زوجه حواء ، كما قال في أول النساء { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وقال في الأعراف { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وقال في الزمر : { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } كما تقدم إيضاح ذلك كله ، ثم لما خلق الرجل والمرأة ، كان وجود جنس الإنسان منهما عن طريق التناسل ، فأول أطواره : النطفة ، ثم العلقة . الخ . .
وقد بينا أغلب ذلك في أول سورة الحج ، وقوله هنا : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ } يعني : بدأه خلق نوع الإنسان بخلق آدم ، وقوله { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً } أي بعد خلق آدم وحواء ، فالضمير في قوله : ثم جعلناه