@ 319 @ أزواجهم في موضع الحال أي الأولين ، على أزواجهم ، أو قوامين عليهن من قولك : كان فلان على فلانة ، فمات عنها ، فخلف عليها فلان ، ونظيره : كان زياد على البصرة : أي والياً عليها ، ومنه قولهم : فلان تحت فلان ، ومن ثمّة سميت المرأة فراشاً . .
والمعنى : أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال ، إلا في تزوجهم أو تسريهم ، أو تعلق على بمحذوف يدل عليه غير ملومين ، كأنه قيل : يلامون إلا على أزواجهم أي يلامون على كل مباشرة إلا على ما أطلق لهم ، فإنهم غير ملومين عليه ، أو تجعله صلة لحافظين من قولك : احفظ على عنان فرسي على تضمينه ، معنى النفي كما ضمن قولهم : نشدتك الله إلا فعلت بمعنى : ما طلبت منك إلا فعلك ا ه منه ولا يخفى ما فيه من عدم الظهور . .
قال أبو حيان : وهذه الوجوه التي تكلفها الزمخشري ظاهر فيها العجمة ، وهي متكلفة ، ثم استظهر أبو حيان أن يكون الكلام من باب التضمين ، ضمن حافظون معنى : ممسكون أو قاصرون ، وكلاهما يتعدى بعلى كقوله : { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ } والظاهر أن قوله هنا { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } مع أن المملوكات من جملة العقلاء ، والعقلاء يعبر عنهم بمن لا بما هو أن الإماء لما كنّ يتصفن ببعض صفات غير العقلاء كبيعهن وشرائهن ، ونحو ذلك . كان ذلك مسوغاً لإطلاق لفظة ما عليهن ، والعلم عند الله تعالى . .
وقال بعض أهل العلم : إن وراء ذلك ، هو مفعول ابتغى : أي ابتغى سوى ذلك . وقال بعضهم : إن المفعول به محذوف ، ووراء ظرف . أي فمن ابتغى مستمتعاً لفرجه ، وراء ذلك . .
قوله تعالى : { وَالَّذِينَ هُمْ لاًّمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن من صفات المؤمنين المفلحين الوارثين الفردوس : أنهم راعون لأماناتهم وعهدهم : أي محافظون على الأمانات ، والعهود . والأمانة تشمل : كل ما استودعك الله ، وأمرك بحفظه ، فيدخل فيها حفظ جوارحك من كل ما لا يرضي الله ، وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الناس ، والعهود أيضاً تشمل : كل ما أخذ عليك العهد بحفظه ، من حقوق الله ، وحقوق الناس . وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من حفظ الأمانات والعهود جاء مبيناً في آيات كثيرة