@ 206 @ تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق } وذكر في موضع آخر أن هذه الطائفة من أهل الكتاب تؤتى أجرها مرتين وهو قوله : { ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون * الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا } . .
{ قوله تعالى وتؤمنون بالكتاب كله الآية يعني : وتؤمنون بالكتب كلها كما يدل له قوله تعالى : { وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب } وقوله : { كل آمن بالله وملائكته وكتبه } . .
{ قوله تعالى وجنة عرضها السماوات والأرض يعني : عرضها كعرض السماوات والأرض كما بينه قوله تعالى في سورة { الحديد } : { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض } وآية آل عمران هذه تبين أن المراد بالسماء في آية الحديد جنسها الصادق بجميع السماوات كما هو ظاهر والعلم عند الله تعالى قوله تعالى . .
{ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله } المراد بالقرح الذي مس المسلمين هو ما أصابهم يوم أحد من القتل والجرح كما أشار له تعالى في هذه السورة الكريمة في مواضع متعددة كقوله : { ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } وقوله : { ويتخذ منكم شهداء } وقوله : { حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم } وقوله : { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم فى أخراكم } ونحو ذلك من الآيات . .
وأما المراد بالقرح الذي مس القوم المشركين فيحتمل أنه هو ما أصابهم يوم بدر من القتل والأسر وعليه فإليه الإشارة بقوله : { إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان * ذالك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب }