@ 278 @ عمر في ذلك الوقت يتكلم ويعهد . .
والذين خالفوا هؤلاء قالوا : لا نسلم ذلك فكل حركة قوية تدل على الحياة ، وعمر ما دام قادراً على الحركة القوية الدالة على الحياة ، فهو حي تجري عليه أحكام الحياة . .
والذين قالوا : يغسل إن سقط بعد أربعة أشهر ، استندوا في ذلك إلى حديث ابن مسعود المتفق عليه الذي قدمناه في هذا المبحث نحو ما ساقه البخاري ومسلم ، فإنه يدل على أنه بعد الأربعين الثالثة . ينفخ فيه الروح ، وانتهاء الأربعين الثالثة : هو انتهاء أربعة أشهر ، فقد دل الحديث على نفخ الروح فيه بعد انتهاء الأشهر الأربعة ، ونفخ الروح فيه في ذلك الحين مشعر بأنه مات بعد حياة والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى : { وَتَرَى الاٌّ رْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } . هذا برهان قاطع آخر على البعث : وقوله { وَتَرَى } أي يا نبي الله . وقيل : وترى أيها الإنسان المخاطب : وهي رؤية بصرية تتعدى إلى مفعول واحد . فقوله { هَامِدَةً } حال من الأرض ، لا مفعول ثان لترى . وقوله : هامدة أي يابسة قاحلة لا نبات فيها . .
وقال بعض أهل العلم ، هامدة : أي دارسة الآثار من النبات ، والزرع . قالوا : وأصل الهمود الدروس والدثور . ومنه قول الأعشى ميمون بن قيس : وقال بعض أهل العلم ، هامدة : أي دارسة الآثار من النبات ، والزرع . قالوا : وأصل الهمود الدروس والدثور . ومنه قول الأعشى ميمون بن قيس : % ( قالت قتيلةُ ما لجسْمك شاحِبا % وأرى ثيابك باليات هُمدا ) % .
أَي وأرى ثيابك باليات دارسات { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ } أي سواء كان من المطر ، أو الأنهار أو العيون أو السواني : { اهْتَزَّتْ } : أي تحركت بالنبات . ولما كان النبات نابتاً فيها متصلاً بها ، كان اهتزازه كأنه اهتزازها فأطلق عليها بهذا الاعتبار ، أنها اهتزت بالنبات . وهذا أسلوب عربي معروف . .
وقال أبو حيان في البحر المحيط : واهتزازها تخلخلها واضطراب بعض أجسامها لأجل خروج النبات ، وقوله : { وَرَبَتْ } أي زادت وارتفعت : وقال بعض أهل العلم : وربت : انتفخت ، لأجل خروج النبات ، وقال ابن جرير الطبري : وربت : أي أضعفت النبات بمجيء الغيث . .
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : أصل المادة التي منها ربت : الزيادة ، والظاهر