@ 268 @ المخلقة ، وغير المخلقة : يخلق منه بعض المخاطبين في قوله { ياأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } . .
وبذلك تعلم أن أولى الأقوال في الآية ، هو القول الذي لا تناقض فيه ، لأن القرآن أنزل ليصدق بعضه بعضاً ، لا ليتناقض بعضه مع بعض ، وذلك هو القول الذي قدمنا عن قتادة والضحاك ، وقد اقتصر عليه الزمخشري في الكشاف ولم يحك غيره : وهو أن المخلقة : هي التامة ، وغير المخلقة : هي غير التامة . .
قال الزمخشري في الكشاف : والمخلقة المسواة الملساء من النقصان والعيب ، يقال : خلق السواك والعود : إذا سواه وملسه . من قولهم صخرة خلقاء ، إذا كانت ملساء ، كأن الله تعالى يخلق المضغ متفاوتة . منها : ما هو كامل الخلقة أملس من العيوب . ومنها : ما هو على عكس ذلك ، فيتبع ذلك التفاوت تفاوت الناس في خلقهم وصورهم وطولهم وقصرهم وتمامهم ونقصانهم . انتهى منه . .
وهذا المعنى الذي ذكره الزمخشري معروف في كلام العرب ، تقول العرب : حجر أخلق : أي أملس مصمت لا يؤثر فيه شيء ، وصخرة خلقاء بينة الخلق : أي ليس فيها وصم ، ولا كسر ، ومنه قول الأعشى : وهذا المعنى الذي ذكره الزمخشري معروف في كلام العرب ، تقول العرب : حجر أخلق : أي أملس مصمت لا يؤثر فيه شيء ، وصخرة خلقاء بينة الخلق : أي ليس فيها وصم ، ولا كسر ، ومنه قول الأعشى : % ( قد يترك في خلقاء راسية % وَهْياً وينزل منها الأعصم الصدعا ) % .
والدهر في البيت : فاعل يترك ، والمفعول به : وهياً . يعني : أن صرف الدهر قد يؤثر في الحجارة الصم السالمة من الكسر والوصم ، فيكسرها ، ويوهيها ، ويؤثر في العصم من الأوعال برؤوس الجبال ، فينزلها من معاقلها ، ومن ذلك أيضاً قول ابن أحمر يصف فرساً ، وقد أنشده صاحب اللسان للمعنى المذكور : والدهر في البيت : فاعل يترك ، والمفعول به : وهياً . يعني : أن صرف الدهر قد يؤثر في الحجارة الصم السالمة من الكسر والوصم ، فيكسرها ، ويوهيها ، ويؤثر في العصم من الأوعال برؤوس الجبال ، فينزلها من معاقلها ، ومن ذلك أيضاً قول ابن أحمر يصف فرساً ، وقد أنشده صاحب اللسان للمعنى المذكور : % ( بمقلص درك الطريدة متنه % كصفا الخليقة بالفضاء الملبَّد ) % .
فقوله : كصفا الخليقة ، يعني : أن متن الفرس المذكور كالصخرة الملساء التي لا كسر فيها ، ولا وصم ، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته . والسهم المخلق : هو الأملس المستوي . .
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : وهذا القول هو أولى الأقوال بالصواب فيما يظهر لي لجريانه على اللغة التي نزل بها القرآن وسلامته من التناقض ، والله جل وعلا