@ 17 @ .
وقال بعض العلماء : { كلمآ أضآء لهم مشوا فيه } أي : إذا أنعم الله عليهم بالمال والعافية قالوا : هذا الدين حق ما أصابنا منذ تمسكنا به إلا الخير { وإذآ أظلم عليهم قاموا } أي : وإن أصابهم فقر أو مرض أو ولدت لهم البنات دون الذكور . قالوا : ما أصابنا هذا إلا من شؤم هذا الدين وارتدوا عنه . وهذا الوجه يدل له قوله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين } . .
وقال بعض العلماء : إضاءته لهم معرفتهم بعض الحق منه وإظلامه عليهم ما يعرض لهم من الشك فيه . .
{ قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم } أشار في هذه الآية إلى ثلاثة براهين من براهين البعث بعد الموت وبينها مفصلة في آيات أخر . .
الأول : خلق الناس أولا المشار إليه بقوله ! 7 < { اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لأن الإيجاد الأول أعظم برهان على الإيجاد الثاني وقد أوضح ذلك في آيات كثيرة كقوله : { وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده } وقوله : { كما بدأنا أول خلق نعيده } وكقوله : { فسيقولون من يعيدنا قل الذى فطركم أول مرة } وقوله : { قل يحييها الذى أنشأها أول مرة } وقوله : { أفعيينا بالخلق الاول بل هم فى لبس } وكقوله : { يا أيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب } وكقوله : { ولقد علمتم النشأة الاولى } . .
ولذا ذكر تعالى أن من أنكر البعث فقد نسي الإيجاد الأول كما في قوله : { وضرب لنا مثلا ونسى خلقه } . وقوله : { ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا * أولا يذكر إلإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا } ثم رتب على ذلك نتيجة الدليل بقوله : { فوربك لنحشرنهم } إلى غير ذلك من الآيات . .
البرهان الثاني : خلق السماوات والأرض المشار إليه بقول ! 7 < : { الذى جعل لكم