@ 187 @ .
وبين أن الإنسان قتور : أي بخيل مضيق . من قولهم : قتر على عياله ، أي ضيق عليهم . .
وبين هذا المعنى في مواضع أخر . كقوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً } ، وقوله : { إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلاَّ الْمُصَلِّينَ } ، إلى غير ذلك من الآيات . .
والمقرر في علم العربية أن ( لو ) لا تدخل إلى على الأفعال . فيقدر لها في الآية فعل محذوف ، والضمير المرفوع بعد ( لو ) أصله فاعل الفعل المحذوف . فلما حذف الفعل فصل الضمير . والأصل قل لو تملكون ، فحذف الفعل فبقيت الواو فجعلت ضميراً منفصلاً : هو أنتم . هكذا قاله غير واحد ، والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ } . قال بعض أهل العلم : هذه الآيات التسع ، هي : العصا ، واليد ، والسنون . والبحر ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، آيات مفصلات . .
وقد بين جل وعلا هذه الآيات في مواضع أخر . كقوله : { فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } ، وقوله : { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ ءالَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ } ، وقوله : { فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } وقوله : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ءَايَاتٍ مّفَصَّلاَتٍ } إلى غير ذلك من الآيات المبينة لما ذكرنا . وجعل بعضهم الجبل بدل ( السنين ) وعليه فقد بين ذلك قوله تعالى : { وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } ونحوها من الآيات . قوله تعالى : { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَاؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ بَصَآئِرَ } . بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن فرعون عالم بأن الآيات المذكورة ما أنزلها إلا رب السموات والأرض بصائر : أي حججاً واضحة . وذلك يدل على أن قول فرعون { فَمَن رَّبُّكُمَا يامُوسَى } ، وقوله : { قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ } كل ذلك منه تجاهل عارف .