وقد روى الكبير عن ذي الصغير بضم الصاد المهملة وتسكين الغين المعجمة أي عن الصغير وذلك ينقسم أقساما طبقة وسنا أي إما أن يكون الرواية عن أصغر منه فيهما وهما لتلازمهما غالبا كالشيء الواحد لا في الجلالة والقدر كرواية كل من الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري عن تلميذها الإمام الجليل مالك ابن أنس في خلق غيرهما ممن روى عن مالك من شيوخه بحيث أفردهم الرشيد العطار في مصنف سماه الإعلام بمن حدث عن مالك بن أنس الإمام من مشايخه السادة الأعلام .
ومن قبله أفردهم محمد بن مخلد الدوري وهو في مسموعاتي وكرواية أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري من المتأخرين في بعض تصانيفه عن تلميذه الحافظ الجليل الخطيب إذ ذاك في عنفوان شبابه وطلبه .
أو بالنقل روى الحافظ العالم عمن هو أصغر منه في القدر فقط دون السن كرواية مالك وابن أبي ذيب عن شيخهما عبد الله بن دينار وأشباهه وأحمد ابن حنبل وإسحاق بن راهويه عن شيخهما عبيد الله بن موسى مع كونهم دون الرواة عنهم في الحفظ والعلم لأجل رواياتهم وذلك كثير جدا .
فكم من حافظ جليل أخذ عن مسند محض كالحجار أو عمن دونه في اللقى خاصة دون السن أيضا أو روى عمن هو أصغر منه فيهما أي في السن اللازم للطبقة كما مر وفي القدر معا كرواية كثير من الحفاظ والعلماء عن أصحابهم وتلامذتهم مثل عبد الغني بن سعيد بن محمد بن علي الصوري والخطيب عن أبي نصر بن ماكولا في نظائرهما وحاصلها يرجع إلى رواية الراوي عمن دونه في اللقى أو في السن أو في المقدار .
ومنه أي ومن هذا النوع أخذ الصحب أي الصحابة عن تابع لهم كرواية عدة من الصحابة فيهم العبادلة الأربعة وعمر وعلي وأنس ومعاوية