من البحرين حتى أتى مدينة الرسول A وأنا غليم لا أعقل أمسك جمالهم فذهبوا بسلاحهم فسلموا على النبي A ووضع المنذر سلاحه وليس ثيابا كانت معه ومسح لحيته بدهن فأتى نبي الله A وأنا مع الجمال أنظر إلى نبي الله A كما أنظر إليك ولكن لم أعقل فقال المنذر قال لي النبي A رأيت منك ما لم أر من أصحابك فقلت شيء جبلت عليه أو أحدثته قال لا بل جبلت عليه فلما أسلموا قال النبي A أسلمت عبد القيس طوعا وأسلم كرها قال سليمان وعاش أبي مائة وعشرين سنة وأخرجه الطبراني في معجمه وابن قانع جميعا عن موسى بن هارون عن إسحاق وكذا أخرجه ابن بشر أن في أماليه عن دعلج عن موسى وقال موسى ليس عند إسحاق أعلى من هذا انتهى .
ولكن قد ذكر شيخنا سليمان في كتابه في الضعفاء وقال إنه غير معروف وذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ولم يذكر فيه جرحا قال وإن صح يكون نافع قد عاش إلى دولة هشام إلا أني أظن أن سليمان وهم في سن أبيه فمحال أن يبقى أحد رأى النبي A بعد سنة عشر ومائة .
وقال في موضع آخر والقصة التي ذكرها للمنذر بن ساوي معروفة للأشج واسمه المنذر بن عائذ قال وأظن سليمان وهم في ذكر سن أبيه لأنه لو كان غلامه سنة الوفود وعاش هذا القدر لبقي إلى سنة عشرين ومائة وهو باطل فلعله قال عاش مائة وعشرا لأن أبا الطفيل آخر من رأى النبي A موتا وأكثر ما قيل في وفاته كما تقدم إنها سنة عشر ومائة .
وقد ثبت في الصحيحين أنه A قال في آخر عمره لا يبقى بعد مائة من تلك الليلة على وجه الأرض أحد وأراد بذلك انخرام قرنه وكان كذلك .
قلت ودعوى من ادعى الصحبة أو ادعيت له بعد أبي الطفيل وهم جبير ابن الحارث والربيع بن محمود الماردني ورتن وسرباتك الهنديان