المدينة ثم جاذب قريشا وغيرهم ثم فتح مكة ثم وفدت عليه الوفود فقد روى أيضا في الكبير بلفظ فدعاني إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة والزكاة إنما فرضت بالمدينة .
وعنده أيضا من حديث شريك عن الشيباني عن الشعبي عن جرير قال قال لنا رسول الله A إن أخاكم النجاشي قد مات الحديث وهذه الرواية تخدش في جزم الواقدي بأنه وفد على النبي A في شهر رمضان سنة عشر لأن النجاشي كانت قبل سنة عشر وكذا في الصحيحين عنه أنه A قال له في حجة الوداع استفضت الناس وبه يرد قول ابن عبد البر أنه أسلم قبل وفاة النبي A بأربعين يوما لأن حجة الوداع كانت قبل الوفاة النبوية بأكثر من ثمانين يوما .
واشترط بعضهم مع طول الصحبة الأخذ حكاه الآمدي عن عمرو بن يحيى والظاهر أنه الجاحظ أحد أئمة المعتزلة الذي قال فيه ثعلب إنه غير ثقة ولا مأمون وتسميته لأبيه بيحيى تصحيف من تجر وعبارته ذهب عمرو بن يحيى إلى أن هذا الاسم إنما يسمى به من طالت صحبته للنبي A وأخذ عنه العلم وحكاه ابن الحاجب أيضا قولا غير معز لأحد لكن بإبدال الأخذ بالرواية وبينهما فرق قاله المصنف قال ولم أر هذا القول لغير عمرو وكأن ابن الحاجب أخذه من كلام الآمدي .
وعن بعضهم هو من رأى النبي A واختص به اختصاص الصاحب وإن لم يرو عنه ولم يتعلم منه قاله القاضي أبو عبد الله الصيمري من الحنفية وعن بعضهم هو من ظهر منه مع الصحبة الاتصاف بالعدالة فمن لم يظهر منه ذلك لا يطلق عليه اسم الصحبة قاله أبو الحسين بن القطان كما سيأتي في المسألة بعدها وقيل هو من أدرك زمنه A مسلما وإن لم يره وهو قول يحيى بن عثمان بن صالح المصري فإنه قال وممن دفن أي بمصر من أصحاب النبي A ممن أدركه ولم يسمع منه أبو تميم الجيشاني