وعن الفقيه أبي منصور قال كنت بعدن اليمن يوم عيد فشدت عنزة يعني شاة بقرب المحراب فلما اجتمع الناس سألتهم بعد فزاغ الخطبة والصلاة ما هذه العنزة المشدودة في المحراب قالوا كان رسول الله A يصلي يوم العيد إلى عنزة فقلت يا هؤلاء صحفتم ما فعل رسول الله A هذا وإنما كان يصلي إلى العنزة الحربة .
قال ابن كثير وقد كان شيخنا المزي من أبعد الناس عن هذا المقام ومن أحسن الناس أداءا للإسناد والمتن بل لم يكن على وجه الأرض فيما نعلم مثله مثله في هذا الشأن أيضا وكان يقول إذا تغرب عليه أحد برواية مما يذكره بعض شراح الحديث على خلاف المشهور عنده هذا من التصحيف الذي لم يقف صاحبه إلا على مجرد الصحف والأخذ منها وفي بعض ما أدرج في هذا الباب من الأمثلة تجوز بالنسبة لتعريفه فقد قال شيخنا وإن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حرفين مع بقاء صورة الخط في السياق فإن كان ذلك بالنسبة إلى النقط فالمصحف أو إلى الشكل فالمحرف ولذا قال ابن الصلاح وتسمية بعض ذلك يعني المذكور تصحيفا مجاز .
قال وكثير من التصحيف المنقول عن الأكابر لهم فيه أعذار لم ينقلها ناقلوها قال غيره ومن الغريب وقوع التصحيف في قراءة القرآن لجماعة من الأكابر لا سيما عثمان بن أبي شيبة فإنه ينقل عنه في ذلك أشياء عجيبة مع تصنيفه تفسيرا وأودع في الكتب المشار إليها من ذلك أيضا جملة نسأل الله التوفيق والعصمة .
فائدة كتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم عامله على المدينة أن أخص من قبلك من المخنثين فصحف الكاتب فخصاهم وقيل إنه علم بذلك قبل الفعل فكف كما قدمته في كتابه الحديث وضبطه .
وضد هذا أن الفرزدق كان من استجار بقبر أبيه قام في مساعدته حد