العالي ساوى أو صافح ذلك المصنف لكونه سمع ممن سمع من شيخهما مع تأخر طبقته عن طبقتهما قال ثم اعلم أن هذا النوع من العلو علو تابع لنزول إذ لولا نزول ذلك الإمام في إسناده لم يقل أنت في إسنادك ثم ذكر أنه لما قرأ بمرو على شيخه أبي المظفر بن السمعاني الأربعين لأبي البركات الفراوي ومر فيها في حديث أنه كأنه سمعه هو أو شيخه من البخاري قال أبو المظفر إنه ليس لك بعال ولكنه للبخاري نازل قال ابن الصلاح وهذا حسن لطيف يخدش وجه هذا النوع من العلو .
لكن قال المؤلف إن هذا محمول على الغالب وإلا فقد يكون الحديث مع علوه النسبي عال لذلك المصنف أيضا وذلك كما قال بعض المتأخرين إن يتأخر رفيق أحد الأئمة الستة في سماعه عنه في الوفاة ثم يسمع منه من يتأخر وفاته فيحصل للمخرج الموافقة العالية من غير نزول لذاك المصنف وحينئذ فيكون من العلو المطلق .
وقد أفرد كثير من الحفاظ كثيرا من الموافقات والإبدال من أوسعها كتاب الحافظ أبي القاسم بن عساكر وهو ضخم أنبأ عن تبحره في هذا الفن وكذا خرج غير واحد من الحفاظ المساواة والمصافحة .
وذكر ابن طاهر في تصنيفه المشار إليه عدة أمثلة مما وقع له فيها المصافحة بل ذكر فيه شبيها بالموافقة الماضية فإنه قرر أن كتب الخطابي وشبهه عنده بواسطتين بينه وبين مصنفها وأجل شيخ للخطابي أبو سعيد بن الأعرابي وحديثه عنده بالعدد المذكور .
ثم إن المصافحة مفقودة في هذه الأزمان أيضا ولكن قد وقعت لقدماء شيوخنا فأخبرتني أم محمد ابنة عمر بن جماعة عن جماعة منهم أبو حفص المزي أنا أبو الحسن السعدي مشافهة عن عفيفة ابنة أحمد قالت أخبرتنا فاطمة ابنة عبد الله قالت أنبأنا أم محمد بن عبد الله المنبي أنبأنا أبو