وحدثني محمد - بن علي بن عبد الله الصوري قال رأيت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ في المنام في سنة إحدى عشرة وأربعمائة فقال لي يا عبد الله أخرج وصنف قبل أن يحال بينك وبينه هذا أما تراني قد حيل بيني وبين ذلك ثم انتبهت وساق قبل يسير عن عبد الله بن المعتز أنه قال علم الإنسان ولده المخلد وعن أبي الفتح البستي الشاعر أنه أنشد من نظمه .
( يقولون ذكر المرء يبقى بنسله ... وليس له ذكر إذا لم يكن نسل ) .
( فقلت لهم نسلي بدائع حكمتي ... فمن سره نسل فأبدانا نسلوا ) .
ويؤيده قوله A إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو ه وهوى التأليف الأعم في التصنيف في الحديث طريقتان مألوفتان بين العلماء الأولى جمعه أي التصنيف بالسند أبوابا أي على الأبواب الفقهية وغيرها وتنويعه أنواعا وجمع ما ورد في كل حكم وكل نوع إثباتا ونفيا من باب فباب بحيث يتميز ما يدخل في الجهاد مثلا عما يتعلق بالصيام وأهل هذه الطريقة منهم من يتقيد بالصحيح كالشيخين وغيرهما ومنهم من لم يتقيد بذلك كما في الكتب الستة وغيرها مما ذكر قريبا وما لا ينحصر كالاقتصار على الأحاديث المتضمنة الترغيب والترهيب .
وربما لم يذكر الإسناد واقتصر على المتن فقط كالمصابيح للبغوي ثم المشكاة وزاد على الأول عزو المتون وهما نافعان في هذه الأزمان المقصر أهلها ثم من المبوبين من يقتصر على باب واحد ومسألة واحدة كما سيأتي قريبا أو جمعه مسندا أي على المسانيد تفرده صحابا أي للصحابة واحدا وإن اختلف أنواع أحاديثه وذلك كمسند الإمام أحمد وغيرها مما ذكر قريبا وكذا مما لم يذكر كمسند عبيد الله بن موسى العيسى وإسحاق بن