كبيرنا ولا شك أنه بمنزلة الوالد وأعظم وإجلاله من إجلال العلم وإنما الناس بشيوخهم فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش وقد مكث ابن عباس سنتين يهاب سؤال عمر رضي اله عنهم في مسألة وكذا قال سعيد بن المسيب قلت لسعد بن مالك Bه إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أهابك وقال أيوب السختياني كان الرجل يجلس إلى الحسن البصري ثلاث سنين فلا يسأله عن شيء هيبة له .
وقال عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ما كان إنسان يجترئ أن يسأل سعيد ابن المسيب عن شيء حتى يستأذن كما استأذن الأمير وقال مغيرة بن مقسم الضبي كنا نهاب إبراهيم النخعي كما نهاب الأمير وقال ابن سيرين رأيت ابن أبي ليلى وأصحابه يعظمونه ويسودونه ويشرفونه مثل الأمير وقال أبو عاصم كنا عند ابن عون وهو يحدث فمر بنا إبراهيم بن عبد الله بن حسن في موكبه وهو إذ ذاك يدعى إماما بعد قتل أخيه محمد فتاجسر أحد أن يلتفت للنظر إليه فضلا عن أن يقوم هيبة لابن عون .
ونحوه أن البساطي العلامة لم ينقطع عن المجيء لشيخه في يوم اجتياز السلطان دون رفقائه فإنهم تركوا الدرس لأجل التفرج عليه فأبعدهم الشيخ تأديبا وقربه وكذا كان بعض مشايخ العجم ممن لقيته يؤدب الطالب إذا انقطع عن الحضور في يومه الميعاد بترك إقرائه في اليوم الذي يليه .
وقال إسحاق الشهيدي كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ثم يستند إلى اصل منارة المسجد فيقف بين يديه أحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني والشاذكوني والفلاس على أرجلهم يسألون عن الحديث إلى أن تحين صلاة المغرب لا يقول لواحد منهم اجلس ولا يجلسون هيبة له وإعظاما .
وعن البخاري قال ما رأيت أحدا أوقر للمحدثين من ابن معين