ويستحب أيضا إملاء الأحاديث المتعلقة بأصول المعارف والديانات وأحاديث الترغيب في فضائل الأعمال وما يحث على القراءة وغيرها من الأذكار زاد عيره والتزهيد في الدنيا بل الأنسب أن يتخير لجمهور الناس أحاديث الفضائل ونحوها وللمتفقهة أحاديث الأحكام .
وأفهم بفتح الهمزة السامعين ما فيه من فائدة في متنه أو سنده من بيان المجمل أو غرابة ونحوهما وأظهر غامض المعنى وتفسير الغريب وتحر أيضا ذلك وبيانه كما أشار إليه الخطيب وروي عن ابن مهدي أنه قال لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكتبت بجنب كل حديث تفسيره وعن أبي أسامة قال تفسير الحديث ومعرفته خير من سماعه وهذا على وجه الاستحباب وإلا فقد قيل للزهري في حديث ليس منا من لطم الخدود وليس منا من لم يوقر كبيرنا ما معناه فقال من الله العلم وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم .
وسأل رجل مطرا عن تفسير حديث حدث به فقال لا أدري إنما أنا زاملة فقال له الرجل جزاك الله من زاملة خيرا فإن عليك من كل حلو وحامض وسئل أيوب السختياني عن تفسير حديث فقال ليتنا نقدر نحدث كما سمعنا فكيف نفسر .
قال الخطيب ويستحب أن ينبه على فصل ما يرويه ويبين المعاني التي لا يعرفها إلا الحفاظ من أمثاله وذويه فإن كان الحديث قد كتبه عنه بعض الحفاظ المبرزين أو أحد الشيوخ المتقدمين نبه عليه أو كان غالبا علوا متفاوتا أرشد بوصفه إليه وإنما قيد الوصف بالعلو المتفاوت لأن المفهوم عند إطلاق العلو شمول أقل درجاته وبذلك لا يحصل تميز المتناهي .
قال وكذا إذا كان رواية غاية في الثقة والعدالة أو من أهل الفقه والفتيا أو كان الحديث من عيون السنن وأصول الأحكام وصفه بذلك