هذا الوقت أحوج ما يكون الناس إلى روايته يعني كما وقع لجماعة من الصحابة كأنس هو ابن مالك وحكيم بن حزام حيث حدث كل منهما بعد مجاوزة المائة ولجماعة من التابعين كشريح القاضي ومن أتباعهم كالليث ومالك وهو ابن أنس وابن عيينة ومن فعل ذلك غيرهم من هذه الطباق وبعدها ومنهم الحسن بن عرفة و أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي بالتصغير نسبة لهجيم بن عمرو وفئة غيرهم كـ القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري عمن ذكر حسبما ذكره ابن الصلاح في فوائد رحلته بأنه كان إلى أن لا يحدث إلا بعد استيفاء المائة لأنه رأى في منامه أنه قد تعمم ورد على رأسه مائة وثلاث دورات فعبر له أن يعيش سنين بعددها فكان كذلك .
وممن قارب المائة من شيوخنا وهو على جلالة في قوة الحافظة والاستحضار القاضي سعد الدين بن الديري ولم يتغير واحد من هؤلاء بل ساعدهم التوفيق وصحبتهم السلامة وظهر بذلك مصداق ما روى عن مالك أنه قال إنما يخرف الكذابون يعني غالبا حتى أن القارئ قرأ يوما على الهجمي بعد أن جاوز المائة حديث عائشة Bها في قصة الهجرة وفيه أن الحمى أصابت أبا بكر وبلال أو عابر بن فهيرة وكانوا في بيت واحد فقالت له عائشة كيف تجدك يا عامر فقال .
( إني وجدت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقـه ) .
( كل إمرئ مجاهد بطوقــه ... كالثور يحمي جسمه بروقه ) .
فقال كالكلب بدل قوله كالثور ورام اختياره بذلك فقال له الهجيم قل كالثور يا ثور فإن الكلب لا روق له إذ الروق بفتح الراء ثم السكون القرن ففرح الناس بصحة عقله وجودة حسه