الفضل بن عياض أنه قيل له ألا تحدثنا تؤجر قال علي أي شيء أؤجر على شيء يتفكهون به في المجالس ونحوه ما حكى عن علي بن عثام أنه كان يقول الناس لا يؤتون من حلم يجيء الرجل فيسأل فإذا أخذ غلط ويجيء الرجل فيأخذ ثم يصحف ويجيء الرجل فيأخذ ليماري صاحبه ويجيء الرجل فيأخذ ليباهي به وليس على أن أعلم هؤلاء إلا رجل يجيء فيهتم لأمر ونية فحينئذ لا يسعني أن أمنعه وقد أسلفت في متى يصح تحمل الحديث شيئا من توقف بعض الورعين .
ولكن قد فضل الماوردي في أدب الدنيا والدين تفضيلا حسنا فقال إن كان الباعث للطلب دنيا وجب على الشيخ إسعافه وإن لم يكن فإن كان مباحا كرجل دعاه طلب العلم إلى حب النباهة وطلب الرياسة فهو قريب مما قبله لأن العلم يعطفه على الدين في ثاني الحال وإن كان الداعي محظورا كرجل دعاه طلب العلم إلى شركاء من يريد أن يستعمله في شبه دينية وحيل فقهية لا يجد أهل السلامة منها مخلصا ولا عنها مدفعا فينبغي للشيخ أن يمنعه من طلبته أو يصرفه عن بغيته ولا يعينه على إمضاء مكره وإعمال شره ففي الحديث واضع العلم في غير أهله كمقلد الخنازير اللؤلؤ والجواهر والذهب انتهى .
وقال بعض الأدباء .
( أرث لرومية توسطها خنزير ... وأبك لعلم حواه شرير ) .
وكذا كان بعضهم يمتنع من إلقاء العلم لمن لا يفهمه فحكى الماوردي أن تلميذا سأل عالما عن علم فلم يفده فقيل له لم منعته قال لكل تربة غرس ولكل بناء أس عن وهب بن منبه قال ينبغي للعالم أن يكون بمنزلة الطباخ الحاذق يعمل لكل قوم ما يشتهون من الطعام .
وعن بعض البلغاء قال .
( لكل ثوب لابس ... ولكل علم قابس )