وعن أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني النحوي قال كان عفان يجيء إلى الأخفش وإلى أصحاب النحو فيعرض عليهم الحديث فيعربه فقال له الأخفش عليك بهذا يعني أبا حاتم قال أبو حاتم فكان عفان بعد ذلك يجيئني حتى عرض علي حديثا كثيرا وعن الأوزاعي أنه كان يعطي كتبه إذا كان فيها لحن لمن يصححها .
وعن ابن المبارك قال إذا سمعتهم مني الحديث فأعرضوه على أصحاب العربية ثم احكموه .
وعن ابن راهويه أنه كان إذا شك في الكلمة يقول أههنا فلان كيف هذه الكلمة .
وسمع سعيد بن شيبان وكان عالما بالعربية ابن عيينة وهو يقول تعلق من ثمار الجنة بفتح اللام فقال له تعلق يعني بضمها من علق يعني بفتح اللام فرجع ابن عيينة إليه وسمع الأصمعي شعبة أو هو في مجلسه يقول فيسمعون جرس طير الجنة بالشين المعجمة فقال له الأصمعي جرس يعني بالمهملة فقال شعبة خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منا .
وسمع أبو محمد عبد الله بن محمد الباقي شيخ الشافعية أبا القاسم الداركي أحد أئمة الشافعية أيضا يقول في تدريسه إذا أذذت الحدود فلا شفعة فسأل عنها ابن جنى النحوي فلم يعرفها فسأل المعافي بن زكريا فقال أزفت يعني بالزاء والفاء المشددة والأزف المعالم يريد إذا ثبتت الحدود وعينت المعالم وميزت فلا شفعة .
إذا علم هذا فمن أراد الاستثبات من غيره عن شيء عرض له فيه شك فلا يذكر له المحل المشكوك فيه ابتداء خوفا من أن يتشكك فيه أيضا بل يذكر له طرف ذاك الحديث فإنه غالبا أقرب في حصول الأدب