( إن الذي يروى ولكنه ... يجهل ما يروى وما يكتــب ) .
( كصخرة تنبع أمواهها ... تسقي الأراضي وهي لا تشرب ) .
وقد قال أبو عاصم النبيل الرياسة في الحديث بلا دراية رياسة تدله قال الخطيب هي اجتماع الطلبة على الراوي للسماع عند علو سنة يعني فإن سنده لا يعلو أو يقع الحاجة غالبا إليه إلا حين تقدمه في السن قال فإذا تميز الطالب بفهم الحديث ومعرفته تعجل بركة ذلك في شبيبته .
قال ولو لم يكن في الاقتصار على سماع الحديث وتخليده الصحف دون التمييز بمعرفة صحيحه من فاسده والوقوف على اختلاف وجوهه والتصرف في أنواع علومه إلا تلقيب المعتزلة القدرية من سلك تلك الطريقة بالحشرية يعني بإسكان المعجمة وفتحها فالأول على أنهم من حشر الطلبة فلا ينتفع بهم والثاني على أنهم كانوا يحشون في حاشية حلقة الحسن البصري ليوجب على الطالب الأنفة لنفسه ورفع ذلك عنه وعن أبناء جنسه انتهى .
ويروى كما لأبي نعيم في تاريخ أصبهان من حديث علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه مرفوعا كونوا دراة ولا تكونوا رواة حديث تعرفون فقهه خير من ألف تردونه وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رفعه أيضا بلفظ كونوا للعلم رعاة وكذا أخرجه غيره عن ابن عباس ولله در الأديب الفاضل فارس بن الحسين حيث قال فيما رويناه من طريقه .
( يا طالب العلم الذي ... ذهبت بمدته الرواية ) .
( كن في الرواية ذا العناية ... بالرواية والدراية ) .
( وارو القليل وراعه ... فالعلم ليس له نهاية )