فنقله مصرحا بما ظنه وقال لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها .
وفي لفظ فلم يكونوا يفتتحون القراءة ببسم الله وصار بمقتضى ذلك حديثا مرفوعا والراوي لذلك مخطيء في ظنه ولذا قال الشافعي C في الأم ونقله عنه الترمذي في جامعه المغني أنهم يبدأون بقراءة أم القرآن قبل ما نقرأ بعدها لأنهم يتركون البسملة أصلا وبتأيد بثبوت تسمية أم القرآن بجملة الحمد لله رب العالمين في صحيح البخاري وكذا الحديث قتادة قال سئل أنس كيف كانت قراءة الرسول الله A قال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم أخرجه البخاري في صحيحه .
وكذا صححه الدار قطني والحازمي وقال إنه لا عله له لأن الظاهر كما أشار إليه أبو أسامه أن قتاده لما سأل أنسا عن الإستفتاح في الصلاة بأي صورة وأجابه بالحمد لله سأله عن كيفيه قرائته ففيها وكأنه لم ير إبهام السائل مانعا من تعينه بقتاده خصوصا وهو السائل أولا وقد صح حسبما صرح به الدار قطني وأخرجه ابن خزيمه في صحيحه مما يتأيد به خطأ النافي أن أنسا Bه يقول لا أحفظ شيئا في حين سئلا من أبي مسلمه سعيد بن يزيد أكان رسول الله A بستفتح بالحمد لله أو ببسم الله .
ولكن قد روي هذا الحديث عن أنس جماعه منهم حميد وقتاده والتحقيق أن المعل بروايه حميد خاصه إذ رفعها وهم من الوليد بن مسلم عن مالك عنه بل ومن بعض أصحاب حميد ايضا عنه فإنها في سائر الموطآت عن مالك صليت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ ببسم الله لا ذكر للنبي A فيه وكذا الذي عند سائر حفاظ أصحاب حميد عنه إنما هو الموقف خاصه وبه صرح ابن معين عن ابن أبي عدي حيث قال إن حميدا كان إذا رواة عن أنس لم يرفعه وإذا قال فيه عن قتاده عن أنس رفعه