ولكن قال الترمذي فيما حكاه ابن القطان عنه عن البخاري عن أحمد بن حنبل إن ابن أبي ذئب سمع منه أخيرا وروى عنه منكرا فالله أعلم .
وممن سمع منه بعد الاختلاط السفيانان ومالك فقال ابن عيينة سمعت منه ولعابه يسيل يعني من الكبر وما علمت أحدا من أصحابنا يحدث عنه لا مالك ولا غيره وقال الحميدي عن ابن عيينة أيضا لقيته سنة خمس أو ست وعشرين ومائة أو نحوها وقد تغير ولقيه الثوري بعدي وقال أحمد كان مالك أدركه وقد اختلط فمن سمع منه فذاك .
وممن نص على أن مالكا الثوري إنما سمعا منه بعد أن كبر وخرف ابن معين وكذا في الثوري خاصة الجوزجاني .
وكذا ابن عيينة بتحتانيتين مع التصغير وبالصرف للضرورة هو سفيان أبو محمد الهلالي الكوفي نزيل مكة وأحد الأئمة الأثبات فقد قال يحيى بن سعيد القطان فيما حكاه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عنه اشهدوا أنه اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه فيها وبعدها فسماعه لا شيء .
قال الذهبي وأنا استبعده وأعده غلطا من ابن عمار فالقطان مات في الكوفة أول سنة ثمان وتسعين عند رجوع الحاج وتحدثهم بأخيار الحجاز فمتى تمكن من سماعه باختلاط سفيان حتى تهيأ له أن يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به ثم قال فلعله بلغه في ذلك أثناء سنة سبع .
قال شيخنا وهذا الذي لا يتجه غيره لأن ابن عمار من الأثبات المتقنين ثم ما المانع أن يكون القطان سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة فاعتمد قولهم وكانوا كثيرا فشهد على استفاضتهم وأخبر به قبل موته ولو بيوم فضلا عن أكثر منه وقد وجدت عن القطان ما يصلح أن يكون سببا لما