وكذا عد فيهم شيخ مالك وأحد الأئمة الأثبات ربيعة بن أبي عبيد الرحمن فروخ المدني الرأي بتشديد الراء ثم همزة لأنه كان مع معرفته بالنسبة قائلا به فيما زعموا حسبما حكاه ابن الصلاح فقال قيل إنه تغير في آخر عمره وترك الاعتماد عليه لذلك ولم أقف عليه لغيره وقال الناظم لا أعلم أحدا لتكلم فيه باختلاط انتهى .
وإنما قال الواقدي كانوا يتقونه لموضع الرأي على أن عبد العزيز بن أبي سلمة قال قلت لربيعة في مرضه الذي مات فيه إنا قد تعلمنا منك وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء لم نسمع فيه شيئا فنرى أن رأينا خيرا له من رأيه لنفسه فنقيته قال فقال أقعدوني ثم قال ويحك يا عبد العزيز لأن تموت جاهلا خير من أن تقول في شيء بغير علم لا لا ثلاث مرات وكانت وفاته في سنة اثنتين أو ست وثلاثين أو اثنتين وأربعين ومائة بالمدينة .
وكذا التوأمي بفتح المثناة الفوقانية ثم واو ساكنة وهمزة يليها ميم وهو صالح بن أبي صالح نبهان المدني مولى أم سلمة تابعي ثقة ونسب كذلك لأنه يعرف بمولى التوأمة وهي ابنة أمية بن خلف الجمحي صحابية سميت بذلك لأنها كانت هي وأخت لها في بطن واحد فسميت تلك باسم وهذه بالتوأمة فإنه اختلط فيما قاله أحمد ونحوه قول ابن معين خرف قبل أن يموت وكذا قال ابن المديني خرف وكبر وقال ابن حبان تغير في سنة خمس وعشرين ومائة وجعل يأتي لما يشبه والموضوعات عن الثقات فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك واقتصر ابن الصلاح على حكاية كلامه مع أنه ليس الأمر كذلك فقد ميز الأئمة بعض من سمع منه قديما ممن سمع منه بعد التغير فممن سمع منه قديما زياد بن سعد وابن جريج ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب حسبما قاله ابن عدي فيهم وابن معين وابن المدين والجوزجاني في الأخير فقط