وأنفعها فإنه المرقاة بكسر الميم تشبيها له بالآلة التي يعمل بها وبفتحها الدرجة للتفصيل بين الصحيح من الحديث والسقيم وفي كل منها تصانيف كثيرة ففي الضعفاء ليحيى بن معين وأبي زرعة الرازي وللبخاري في كبير وصغير والنسائي وأبي حفص الفلاس ولأبي أحمد بن عدي في كامله وهو أكمل الكتب المصنفة قبله وأجلها ولكنه توسع لذكره كل من تلكم فيه وإن كان ثقة ولذا لا يحسن أن يقال الكامل للناقصين وذيل عليه أبو الفضل ابن طاهر في تكملة الكامل ولأبي جعفر العقيلي وهو مفيد وأبي حاتم بن حبان وأبي الحسن الدارقطني وأبي زكريا الساجي وأبي عبد الله الحاكم وأبي الفتح الأزدي وأبي علي بن السكن وأبي الفرج بن الجوزي واختصره الذهبي بل وذيل عليه في تصنيفين وجمع معظمها في ميزانه فجاء كتابا نفيسا عليه معول من جاء عبده مع أنه تبع ابن عدي في إيراد كل من تكلم فيه ولو كان ثقة ولكنه التزم أن لا يذكر أحدا من الصحابة ولا الأئمة المتبوعين وقد ذيل عليه المصنف في مجلد والتقط شيخنا منه من ليس في تهذيب الكمال وضم إليه ما فاته من الرواة والتتمات مع انتقاد وتحقيق في كتاب سماه لسان الميزان مما كتبته وأخذته عنه وعم النفع به بل له كتابان آخران هما تقويم اللسان و تحرير الميزان كما أن للذهبي في الضعفاء مختصرا سماه المغني وآخره سماه الضعفاء والمتروكين وذيل عليه والتقط بعضهم من الضعفاء الوضاعين فقط وبعضهم المدلسين كما مضى في بابيهما وبعضهم المختلطين كما سيأتي بعد .
وفي الثقات لأبي حاتم بن حبان وهو احفلها لكنه يدرج فيهم من زالت جهالته عينه بل ومن لم يرو عنه إلا واحد ولم يظهر فيه جرح كما سلف في الصحيح الزائد على الصحيحين وفي محمول العين أيضا وذلك غير كاف في التوثيق عند الجمهور وربما يذكر فيهم من أدخله في الضعفاء إما سهوا أو غير ذلك ونحوه تخريج الحاكم في مستدركه لجماعة وحكمه على