ونحوه قول ابن عبد البر أدركه الإسلام وهو ابن ستين أو نحوها أو كما قاله الواقدي وخليفة وابن حبان في ثانيهم وكما قاله الزبير والدارقطني وابن عبد البر في ثالثهم وأنه بعد إسلامه لم يهاجر إلى المدينة وكما قاله في الرابع الواقدي فقال يقال أنه كان له حين مات مائة وعشرون سنة وبه جزم أبو زكريا ابن مندة في جزء له سمعته فيمن عاش هذه المدة من الصحابة فأجمل عددهم سنة غير أن مدة الزمنين ليست في الأولين من هؤلاء الأربعة وكذا الأخير على السواء لأن وفاتهم كانت في سنة أربع وخمسين وإسلامهم كان في فتح مكة فسواء اعتبرنا زمن الإسلام به أو بالهجرة أو البعثة لا يلتئم التحديد بذلك ولذا قيل في ثانيهم أيضا إنه بلغ مائة وأربعا وعشرين سنة وبه صدر ابن عبد البر كلامه .
وممن قال بوفاة الأربعة في سنة أربع ابن حبان وبها في الأول والثالث فقط الهيثم وابن قانع وفي الأولين فقط ابن خليفة وأبو عبيد القاسم وابن عبد البر وفي الأول فقط الزمن ويحيى بن بكير وفي الثاني فقط الواقدي وفي الثالث فقد ابن نمير والمدائني ولم نجد عن أحد خلافه فيهم إلا الأول فقيل فيه أيضا إنها في سنة اثنتين وخمسين وكانت وفاتهم بالمدينة إلا الثالث فبمكة بل قيل في الثاني أيضا إنه توفي بها وكذا قيل في نوفل بن معاوية الديلي الصحابي إنه عاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين وممن جزم بذلك الواقدي ثم ابن عبد البر وكانت وفاته بالمدينة في خلافة معاوية .
وفي الصحاب بالفتح والكسر جمع صاحب كما تقدم في كتابه الحديث أيضا ستة قد عمروا هذا السن ولكن لم يعلم كون نصفه في الجاهلية ونصفه في الإسلام لتقدم وفاته على المذكورين أو تأخرها أو لعدم معرفة تاريخها ذكرهم إلا الثالث أبو زكريا بن مندة في الجزء المشار إليه