المسند المتصل المرفوع الموقوف المقطوع المنقطع إلى آخره قال وابن الصلاح جعل الكل أنواعا ولا شك أن تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف هو التقسيم الأول وهو النوعي وتقسيم الحديث [ إلى ] المرسل والشاذ والمعلل وغيرها تقسيم ثان فهو القسم الصنفي كما إذا قلت العبادة إما بدنية أو مالية فالبدنية ( ع10 ) كالصلاة والصوم والمالية كالزكاة وكل واحد من البدنية والمالية ينقسم إلى أقسام أخرى مثل انقسام الصلاة والصوم إلى فرض ونفل وكذلك المالية إلى زكاة الفرض والتطوع وإلى زكاة المال وزكاة الفطر وكذا انقسام الزكاة إلى كونها من النقدين أو المواشي أو الحيوان فالتقسيم الأول نوعي والثاني والثالث صنفي .
والتحقيق في هذه المسألة أن تأخذ الشيء العام الذي لا يتصور فوقه أعم منه ثم تقسمه إلى الأقسام التي تحتمل بالقسمة الأولية كما تعمد إلى الممكن وتقول الممكن إما جوهر أو عرض لأنه لا يخلو من أن يكون وجوده تابعا لمحل منه أولا فإن كان الأول فهو العرض وإن لم يكن وجوده تابعا لمحل فإما ألا يكون في محل أصلا كالمجردات أو يكون في محل ليس وجوده تابعا لمحله كالجسمانيات كالسماء والأرض والأرضيات تنقسم إلى الجماد والنبات والحيوان وكل واحد من الجماد والنبات والحيوان من أقسام الأرضيات والحيوان ينقسم إلى