وحاصله أن الصحيح يرجع إلى زيادة الحفظ والإتقان والحسن يرجع إلى الصدق ومطلق الحفظ وقد يجتمعان ويشكل عليه ما تقدم من إطلاق الصحيح عند شهرة الراوي بالصدق مع قصور ضبطه وأورد عليه ما لو كان السند قد اتفق على عدالة رواته وجوابه بندرة ذلك .
نعم ما ادعاه من أن كل صحيح حسن ممنوع فإن الصحيح الذي ليس له إلا راو واحد كما سيأتي ليس بحسن لأن شرط الحسن أن يروى من غير وجه كما تقدم .
[ نعم ] لو قيل بينهما عموم وخصوص لكان متجها ؛ إذ بعض الحسن ليس بصحيح أيضا لكون رجاله ليسوا من الضبط والإتقان والشهرة بذاك وإن كان معروف المخرج وروي من غير وجه فحيث عرف مخرجه واشتهر رجاله وهم بمكان من الضبط والإتقان وروي من غير وجه فحسن وصحيح وحيث روي من وجه آخر ليس له إلا راو واحد في كل درجة وهو ضابط متقن عدل ثقة فصحيح وليس بحسن وحيث له مخرج مشتهر وأخرج من غير وجه فحسن وصحيح وحيث روي من وجه .
وقال شيخنا عماد الدين بن كثير - C - " أصل هذا السؤال غير متجه لأن الجمع بين الحسن والصحة رتبة متوسطة فالصحيح أعلاها ويليه المنسوب من