( باب الرواية إجازة عن إجازة ) .
إذا دفع المحدث الى الطالب كتابا وقال له هذا من حديث فلان وهو إجازة لي منه وقد أجزت لك ان ترويه عني فإنه يجوز له روايته عنه كما يجوز ذلك فيما كان سماعا للمحدث فأجازه له وقد كان أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس النيسابوري سمع من محمد بن إسماعيل البخاري كتاب التاريخ الكبير غير أجزاء يسيرة من آخره فإنه لم يسمعها وأجازها البخاري له ثم روى بن فارس الكتاب وسمعه منه أبو الحسن علي بن إبراهيم المستملي المعروف بالنجاد سوى ذلك القدر الذي لم يسمعه بن فارس من البخاري فان المستملي أخذه عن بن فارس إجازة أيضا ثم روى المستملي ببغداد جميع الكتاب وسمعه منه كافة أهل العلم من أصحاب الحديث وكتبه عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره بكماله وقرىء عليه ما في آخره إجازة عن بن فارس عن إجازة البخاري له ذلك وقرأت بخط أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة إجازة قد كتبها لأبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي الحافظ المعروف بابن السقاء نسختها بسم الله الرحمن الرحيم من أحمد بن محمد بن سعيد الى أبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد وعلى آله أما بعد فان أحمد بن عبد الله بن آدم سألني ان أجيز لك ما سمعه من حديثي وما صح عندك من حديثي وقد أجزت ذلك لك وكلما أجيز لي أو قول قلته أو شيء قرأته في كتاب وكتبت إليك بذلك فاروه عن كتابي ان أحببت ذلك وكتب أحمد بن محمد بن سعيد بخطه في شوال سنة خمس وعشرين وثلثمائة