( باب فيمن رجع عن حديث غلط فيه وكان الغالب على روايته الصحة ان ذلك لا يضره ) .
قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا عن عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وعبد الله بن الزبير الحميدي .
( الحكم في من غلط في رواية حديث وبين له غلطه فلم يرجع عنه وأقام على رواية ذلك الحديث انه لا يكتب عنه وإن هو رجع قبل منه وجازت روايته وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج أيضا أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا احمد بن عمر بن العباس القزويني قال ثنا محمد بن موسى الحلواني قال حدثني محمد بن جعفر العسكري قال حدثني نعيم بن حماد قال حدثني عبد الرحمن بن مهدى قال كنا عند شعبة فسئل يا أبا بسطام حديث من يترك قال من يكذب في الحديث ومن يكثر الغلط ومن يخطىء في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع ومن روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون وليس يكفيه في الرجوع ان يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل حسب بل يجب عليه ان يظهر للناس انه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه كما أخبرنا محمد بن على بن الفتح الحربي قال ثنا على بن عمر الحافظ قال ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد املاء قال ثنا أبو العالية إسماعيل بن الهيثم بن عثمان اليشكرى بالبصرة سنة خمسين ومائتين قال انا أبو عاصم قال ثنا عزرة بن ثابت عن علباء بن احمر اليشكرى عن أبى زيد الأنصاري قال اتاني رسول الله A فقال لي يا أبا زيد هل عندك من شيء قلت ما عندي الا خل قال هاته فنعم الا دام الخل قال بن صاعد وهذا حديث غريب الإسناد ما سمعناه الا منه ثم أخبرني على بن الحسن بن محمد بن أبى عثمان الدقاق قال ثنا على بن عمر الحريري قال ثنا أبو عروبة قال ثنا أبو العالية إسماعيل بن الهيثم قال ثنا أبو عاصم عن عزرة بن ثابت عن علباء بن احمر عن أبى زيد قال اتاني رسول الله A فقال يا أبا زيد هل عندك من شيء قال قلت ما عندي الا خل قال هاته فنعم الا دام الخل قال علباء فما زلت احبه منذ سمعت أبا زيد يذكره عن رسول الله A قال أبو عروبة قال لنا أبو العالية حين حدثنا بهذا الحديث قد رجعت عنه )