نصيحة علي لكميل بن زياد .
وعن كميل بن زياد أن عليا Bه قال : يا كميل : إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق الحديث إلى أن قال فيه : أف لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن فتن به وإن من الخير كله فاعرف الله دينه وكفى أن لا يعرف دينه .
وعن ابن مسعود Bه : ألا لا يقلدون أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر وهذا الكلام من ابن مسعود بين مراد ما تقدم ذكره من كلام السلف وهو النهي عن اتباع السلف من غير التفات إلى غير ذلك .
وفي الصحيح عن أبي وائل قال : جلست إلى شيبة في هذا المسجد قال : جلس إلي عمر في مجلسك هذا قال : هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين قلت : ما أنت بفاعل قال : لم ؟ قلت : لم يفعله صاحباك قال : هما المرءان أهتدي بهما يعني النبي A وأبا بكر Bه .
وعن ابن عباس Bهما في حديث عيينة بن حصن حين استؤذن له على عمر قال فيه : فلما دخل قال : يابن الخطاب ! والله ما تعطينا الجزل وما تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم بأن يقع فيه فقال الحر بن قيس : يا أمير المؤمنين : إن الله قال لنبيه E : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } فوالله ما جاوز عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله .
وحديث فتنة القبور حيث قال E : [ فأما المؤمن ـ أو المسلم ـ فيقول : محمد جاءنا بالبينات فأجبناه وآمنا فيقال : نم صالحا قد علمنا أنك موقن وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ] .
وحديث مخاصمة علي والعباس عمر في ميراث رسول الله A وقوله لرهط الحاضرين : هل تعلمون أن رسول الله A قال : .
[ لا نورث ما تركناه صدقة ] فأقروا بذلك ـ إلى أن قال لعلي والعباس : [ أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك ؟ فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة ] ـ إلى آخر الحديث