لسانه A على من وجد بعده وهو أشبه حجج الخصوم فجوابه أنا بينا امتناع المخاطبة لمن ليس بموجود بما لا مراء فيه .
وعند ذلك فيجب اعتقاد استناد أهل الإجماع إلى النصوص من جهة معقولها لا من جهة ألفاظها جمعا بين الأدلة .
وأما ما ذكروه من المعنى فقد سبق جوابه في مسألة خطاب النبي للواحد من الأمة .
المسألة الثالثة والعشرون اختلفوا في المخاطب .
هل يمكن دخوله في عموم خطابه لغة أو لا والمختار دخوله وعليه اعتماد الأكثرين وسواء كان خطابه العام أمرا أو نهيا أو خبرا .
أما الخبر فكما في قوله تعالى { وهو بكل شيء عليم } ( 57 ) الحديد 3 ) فإن اللفظ بعمومه يقتضي كون كل شيء معلوما لله تعالى وذاته وصفاته أشياء فكانت داخلة تحت عموم الخطاب .
والأمر فكما لو قال السيد لعبده من أحسن إليك فأكرمه فإن خطابه لغة يقتضي إكرام كل من أحسن إلى العبد .
فإذا أحسن السيد إليه صدق عليه أنه من جملة المحسنين إلى العبد فكان إكرامه على العبد لازما بمقتضى عموم خطاب السيد .
وكذلك في النهي كما إذا قال له من أحسن إليك فلا تسىء إليه وهذا في الوضوح غير محتاج إلى الإطناب فيه .
فإن قيل ما ذكرتموه يمتنع العمل به للنص والمعنى أما النص فقوله تعالى { الله خالق كل شيء } ( 13 ) الرعد 16 ) وذاته وصفاته