ذلك وكلام الرب تعالى مشتمل على ما لا معنى له كحروف المعجم التي في أوائل السور إذ هي غير موضوعة في اللغة لمعنى وعلى التناقض الذي لا يفهم كقوله تعالى { فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } ( 55 ) الرحمن 39 ) وقوله { فوربك لنسألنهم أجمعين } ( 15 ) الحجر 92 ) وعلى الزيادة التي لا فائدة فيها كقوله تعالى { فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة } ( 2 ) البقرة 196 ) وقوله ( كاملة ) غير مفيد لمعنى .
وكذك قوله تعالى { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } ( 69 ) الحاقة 13 ) وقوله تعالى { لا تتخذوا إلهين اثنين } ( 16 ) النحل 51 ) إلى غير ذلك .
قلنا أما حروف المعجم فلا نسلم أنه لا معنى لها بل هي أسامي السور ومعرفة لها .
وأما التناقض فغير صحيح إذ التناقض لا بد فيه من اتحاد جهة السلب والإيجاب والزمان .
وزمان إيجابه وسلبه غير متحد بل مختلف .
وأما الزيادات المذكورة فهي للتأكيد لا أنها غير معقولة المعنى .
فإن قيل وإن كان ليس في القرآن ما لا معنى له إلا أن فيه ما لا يفهم معناه .
وهو في معنى ما لا معنى له .
وذلك كقوله تعالى { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به } ( 3 ) آل عمران 7 ) والواو في قوله { والراسخون في العلم } ( 3 ) آل عمران 7 ) ليست للعطف وإلا كان الضمير في قوله { يقولون آمنا به كل من عند ربنا } ( 3 ) آل عمران 7 ) عائدا إلى جملة المذكور السابق من الله تعالى والراسخين في