وثانيهما أن هذا التقسيم إنما يصح عند من يقول إن المركبات موضوعة وقد اضطرب رأى المصنف في ذلك في هذا الكتاب .
وثالثهما في تعبيره بالمركب فإن الصواب التعبير بالتركيب وذلك لأنك إذا قلت هلك الأسد تريد أن الشجاع مرض مرضا شديدا فهذا المجاز واقع في المركب لا في النسبة وليس هذا هو المراد بل كل مجاز في غير النسبة فهو مركب فإن الأسد مع قولك رأيت في قولك رأيت الأسد مركب لانضمام غيره إليه وهذا الإيراد إذا انقدح على التعبير بالمركب لدخوله فيه ورد على التعبير بالمفرد لخروجه منه .
قال ومنعه ابن داود في القرآن والحديث لنا قوله تعالى جدارا يريد أن ينقض .
قال فيه إلباس قلنا لا إلباس مع القرينة .
قال لا يقال لله تعالى إنه متجوز .
قلنا لعدم الإذن أو لإيهامه الاتساع فيما لا ينبغي .
اختلف أهل العلم في وقوع المجاز في اللغة العربية على مذاهب .
أحدها وهو المنسوب إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني المنع مطلقا .
قال إمام الحرمين في التخليص الذي اختصره من التقريب والإرشاد للقاضي والظن بالأستاذ أنه لا يصح عنه وفيما علقه من خط ابن الصلاح أن أبا القاسم ابن كج حكى عن أبي علي الفارسي إنكار المجاز كما هو المحكي عن الأستاذ .
والثاني أنه غير واقع في القرآن وواقع في غيره وإليه ذهب بعض الحنابلة