[ ص 437 ] فأقام جل ثناؤه حجته على خلقه في أنبيائه في الأعلام التي باينوا بها خلقه سواهم وكانت الحجة بها ثابتة على من شاهد أمور الأنبياء ودلائلهم التي باينوا بها غيرهم ومَن بعدهم وكان الواحد في ذلك وأكثرُ منه سواءً تقوم الحجة بالواحد منهم قياماً بالأكثر .
قال : { واضرب لهم مثلاً أصحابَ القرية إذ جاءها المرسلون . إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فَعَزَّزنا بثالث فقالوا : إنا إليكم مرسلون . قالوا : ما أنتم إلا بشرٌ مثلُنا وما أنزل الرحمن من شيءٍ . إن أنتم إلا تَكْذبون } [ يس 13 - 15 ] .
قال " الشافعي " : فَظَاهَرَ الحُجَجَ عليهم باثنين ثم ثالثٍ وكذا أقام الحجةَ على الأمم بواحد وليس الزيادة في [ ص 438 ] التأكيدِ مانعةً أن تقوم الحجة بالواحد إذ أعطاه ما يبايِنُ به الخلْق غيرَ النبيين