فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده حتى يَشْهَد به أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله 0 ويتلوَ به كتابَ الله وينطق بالذكر فيما افتُرِض عليه من التكبير وأُمر به من التسبيح والتشهد وغيرِ ذلك .
[ ص 49 ] وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسانَ مَنْ خَتَم به نُبوته وأنْزَلَ به آخر كتبه : كان خيراً له . كما عليه يَتَعَلَّمُ ( 1 ) الصلاة والذكر فيها ويأتي البيتَ وما أُمِر بإتيانه ويتوجه لِما وُجِّه له . ويكون تبَعاً فيما افتُرِض عليه ونُدب إليه لا متبوعاً .
[ ص 50 ] وإنما بدأت بما وصفتُ من أن القُرَآن نزل بلسان العرب دون غيره : لأنه لا يعلم مِن إيضاح جُمَل عِلْم الكتاب أحد جهِل سَعَة لسان العرب وكثرةَ وجوهه وجِماعَ معانيه وتفرقَها . ومن علِمه انتفَتْ عنه الشُّبَه التي دخلَتْ على من جهِل لسانَها .
_________ .
( 1 ) حذف ( ( أن ) ) في مثل هذا الموضع جائز قياساً والأكثرون على رفع الفعل حينئذ