الحديث 26 : بول الأعرابي في طائفة المسجد .
26 - الحديث الرابع : عن أنس بن مالك Bه قال [ جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي A فلما قضى بوله أمر النبي A بذنوب من ماء فأهريق عليه ] .
الأعرابي منسوب إلى الأعراب وهم سكان البوادي ووقعت النسبة إلى الجمع دون الواحد فقيل : لأنه جرى مجرى القبيلة كأنمار أو لأنه لو نسب إلى الواحد وهو عرب لقيل : عربي فيشتبه المعنى فإن العربي كل من هو من ولد إسماعيل عليه السلام سواء كان ساكنا بالبادية أو بالقرى وهذا غير المعنى الأول .
وزجر الناس له من باب المبادرة إلى إنكار المنكر عند من يعتقده منكرا .
وفيه تنزيه المسجد عن الأنجاس كلها ونهى النبي A عن زجره : لأنه إذا قطع عليه البول أدى إلى ضرر بنيته والمفسدة التي حصلت ببوله قد وقعت فلا تضم إليها مفسدة أخرى وهي ضرر بنيته .
وأيضا فإنه إذا زجر - مع جهله الذي ظهر منه - قد يؤدي إلى تنجيس مكان آخر من المسجد بترشيش البول بخلاف ما إذا ترك حتى يفرغ من البول فإن الرشاش لا ينتشر وفي هذا الإبانة عن جميل أخلاق الرسول A ولطفه ورفقه بالجاهل .
والذنوب بفتح المعجمة ههنا : هي الدلو الكبيرة إذا كانت ملأى أو قريبا من ذلك ولا تسمى ذنوبا إلى إذا كان فيها ماء والذنوب أيضا : النصيب قال الله تعال { فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم } ولعلقمة ( فحق لشاس من نداك نصيب )