قوله في الرفيق الأعلى .
وقوله A [ في الرفيق الأعلى ] إشارة منه A إلى قوله تعالى { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم } وقد ذكر بعضهم : أن قوله تعالى { صراط الذين أنعمت عليهم } إشارة إلى ما في هذه الآية وهي قوله { مع الذين أنعم الله عليهم } فكأن هذه تفسير لتلك وبلغني أنه صنف في ذلك كتاب يفسر فيه القرآن بالقرآن .
وقوله A [ في الرفيق الأعلى ] يجوز أن يكون الأعلى من الصفات اللازمة التي ليس لها مفهوم يخالف المنطوق كما في نحو قوله تعالى { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به } وليس ثمة داع إلها آخر له به برهان وكذلك قوله { ويقتلون النبيين بغير حق } ولا يكون قتل النبيين إلا بغير حق فكون الرفيق لم يطلق إلا على الأعلى الذي اختص به الرفيق ويقوي هذا : ما ورد في بعض الروايات [ وألحقني بالرفيق ] ولم يصفه بالأعلى وذلك دليل على أنه المراد بلفظة [ الرفيق الأعلى ] .
ويحتمل أن يراد بالرفيق : ما يعم الأعلى وغيره ثم ذلك على وجهين أحدهما : أن يختص الرفيقان معا بالمقربين المرضيين ولا شك أن مراتبهم متفاوتة فيكون A طلب أن يكون في أعلى مراتب الرفيق وأن كان الكل من السعداء المرضيين .
والثاني : أنه يطلق الرفيق بالمعنى الوضعي الذي يعم كل رفيق ثم يخص منه الأعلى بالطلب وهو مطلب المرضيين ويكون الأعلى بمعنى العالي ويخرج عنه غيرهم وإن كان اسم الرفيق منطلقا عليهم .
وأما حديث أبي موسى : ففيه أمران أحدهما : الاستياك على اللسان واللفظ الذي أورده صاحب الكتاب - وإن كان ليس بصريح في الاستياك على اللسان - فقد ورد مصرحا به في بعض الروايات .
والعلة التي تقتضي الاستياك على الأسنان موجودة في اللسان بل هي أبلغ وأقوى لما يرتقي إليه من أبخرة المعدة .
وقد ذكر الفقهاء : أنه يستحب الاستياك عرضا وذلك في الأسنان وأما في اللسان : فقد ورد منصوصا عليه في بعض الروايات [ الاستياك فيه طولا ] .
الثاني : ترجم البخاري على هذا الحديث باستياك الإمام بحضرة رعيته فقال باب الاستياك الإمام بحضرة رعيته