الوضوء بفتح الواو وضمها .
الكلام على هذا الحديث من وجوه : .
أحدها : الوضوء بفتح الواو : اسم للماء وبضمها : اسم للفعل على الأكثر وإذا كان بفتح الواو اسما للماء - كما ذكرناه - فهل هو اسم لمطلق الماء أو للماء بقيد كونه متوضئا به أو معدا للوضوء به ؟ فيه نظر يحتاج إلى كشف وينبني عليه فائدة فقهية وهو أنه في بعض الأحاديث التي استدل بها على أن الماء المستعمل طاهر : قول جابر [ فصب علي من وضوئه ] فإنا إن جعلنا الوضوء إسما لمطلق الماء لم يكن في قوله [ فصب علي من وضوئه ] دليل على طهارةالماء المستعمل لأنه يصير التقدير : فصب علي من مائه ولا يلزم أن يكون ماؤه هو الذي استعمل في أعضائه لأنا نتكلم على أن الوضوء اسم لمطلق الماء وإذا لم يلزم ذلك : جاز أن يكون المراد بوضوئه : فضلة مائه الذي توضأ ببعضه لا ما استعمله في أعضائه فلا يبقى فيه دليل من جهة اللفظ على ما ذكر من طهارة الماء المستعمل وإن جعلنا الوضوء بالفتح : الماء مقيدا بالإضافة إلى الوضوء - بالضم - أعني استعماله في الأعضاء أو إعداده لذلك : فها هنا يمكن أن يقال : فيه دليل لأن وضوءه بالفتح متردد بين مائه المعد للوضوء بالضم وبين مائه المستعمل في الوضوء وحمله على الثاني أولى .
لأنه الحقيقة أو الأقرب إلى الحقيقة واستعماله بمعنى المعد مجاز والحمل على الحقيقة أو الأقرب إلى الحقيقة أولى