يشتغل المعتكف بالقرب ويجتذب مالا يعنيه .
قوله ويستحب للمعتكف التشاغل بفعل القرب واجتناب ما لا يعنيه .
من جدال ومراء وكثرة كلام ونحوه قال المصنف : لأنه مكروه في غير الاعتكاف ففيه أولى .
وله أن يتحدث مع من يأتيه ما لم يكثر ولا بأس أن يأمر بما يريد خفيفا لا يشغله .
فائدتان .
إحداهما : ليس الصمت من شريعة الإسلام قال ابن عقيل : يكره الصمت إلى الليل قال المصنف في المغني و المجد في شرحه : وظاهر الأخبار تحريمه وجزم به في الكافي وإن نذره لم يف به .
الثانية : لا يجوز أن يجعل القرآن بدلا عن الكلام ذكره ابن عقيل وتبعه غيره وجزم في التلخيص والرعاية : أنه يكره ولا يحرم وقال الشيخ تقي الدين : إن قرأ عند الحكم الذي أنزل له أو ما يناسبه فحسن كقوله لمن دعاه لذنب تاب منه ( ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك ) وقوله عندما أهمه ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) .
قوله ولا يستحب له قراءة القرآن والعلم والمناظرة فيه .
هذا المذهب نص عليه وعليه الأصحاب قاله أبو الخطاب في الهداية قال أبو بكر : لا يقرأ ولا يكتب الحديث ولا يجالس العلماء .
قال أبو الخطاب : يستحب إذا قصد به الطاعة واختاره المجد وغيره وذكر الآمدي في استحباب ذلك روايتين .
فعلى المذهب : فعله لذلك أفضل من الاعتكاف لتعدى نفعه قال المجد : ويتخرج على أصلنا في كراهة أن يقضي القاضي بين الناس وهو معتكف إذا كان يسيرا : وجهان بناء على الإقراء وتدريس العلم فإنه في معناه