المراح والمسرح .
فائدة : المراح ـ بضم الميم ـ مكان مبيتها وهو المأوى فالمبيت هو المراح .
فسروا كل واحد منهما بالآخر وهذا الصحيح وعليه أكثر الأصحاب .
وقيل : المراح رواحها منه جملة إلى المبيت ذكره في الرعاية الكبرى وجمع في المبهج و الإيضاح بين المراح والمبيت كما تقدم فعنده أنهما متغايران .
وأما المسرح : فهو المكان الذي ترعى فيه الماشية اختاره المصنف و المجد و ابن حامد وقال : إنما ذكر الإمام أحمد ليكون فيه راع واحد .
قدمه في المطلع فعليه يلزم من اتحاده اتحاد المرعى ولذلك قال المصنف و المجد و ابن حامد : المسرح والمرعى شيء واحد .
وقيل : المسرح مكان اجتماعها لتذهب إلى المراعي جزم به في الفصول و التلخيص و الرعاية الصغرى و الحاويين وقدمه في الفروع و ابن تميم و الرعاية الكبرى قال الزركشي : وهو أولى دفعا للتكرار وهو الصحيح وفسره في المستوعب بموضع رعيها وشربها وفسره المجد في شرحه بموضع المرعى مع أنه جمع بينهما في المحرر متابعة للخرقي وقال : يحتمل أن الخرقي أراد بالمرعى الرعي الذي هو المصدر لا المكان ويحتمل أنه أراد بالمسرح المصدر الذي هو السروح لا المكان لأنا قد بينا أنهما واحد بمعنى المكان فإذا حملنا أحدهما على المصدر زال التكرار وحصل به اتحاد الراعي والمشرب انتهى .
وقال المصنف في المغني : يحتمل أن الخرقي أراد بالمرعى : الراعي ليكون موافقا لقول أحمد ولكون المرعى هو المسرح انتهى .
وأما المشرب : فهو مكان الشرب فقط وهو الصحيح وعليه أكثر الأصحاب .
وقيل : موضع الشرب وما يحتاج إليه من حوض ونحوه وبه قطع ابن تميم و الرعايتين و الحاويين .
وأما المحلب : فهو موضع الحلب على الصحيح وعليه الأكثر .
وقيل : موضع الحلب وآنيته وبه جزم ابن تميم و صاحب الرعايتين و الحاويين وغيرهم