ومن اضطر إلى طعام إنسان أو شرابه وليس به مثل ضرورته فمنعه حتى مات ضمنه نص عليه .
قوله ومن اضطر إلى طعام إنسان أو شرابه وليس به مثل ضرورته فمنعه حتى مات ضمنه : نص عليه وهو المذهب .
جزم به في الهداية و المذهب و المستوعب و الخلاصة و الوجيز و منتخب الأدمي و المنور و الفروع وغيرهم .
وقدمه في المغني و المحرر و النظم و الرعايتين و الحاوي الصغير و الشرح و شرح ابن منجا و الفروع وغيرهم .
وهو من مفردات المذهب .
وعند القاضي على عاقلته .
ويأتي في أواخر الأطعمة إذا اضطر إلى طعام غيره .
فائدة : مثل المسألة في الحكم : لو أخذ منه ترسا كان يدفع به عن نفسه ضربا ذكره في الانتصار .
قوله وخرج عليه أبو الخطاب كل من أمكنه إنجاء إنسان من هلكة فلم يفعل .
ووافق أبو الخطاب وجمهور الأصحاب على هذا التخريج .
قال في الفروع وخرج الأصحاب ضمانه على المسألة التي قبلها فدل على أنه مع الطلب انتهى .
قال في المحرر وألحق القاضي و أبو الخطاب كل من أمكنه إنجاء شخص من هلكة فلم يفعل وفرق غيرهما بينهما انتهى .
قال المصنف هنا وتبعه الشارح وغيره وليس ذلك مثله .
وفرقوا بأن الهلاك فيمن أمكنه إنجاء إنسان من هلكة فلم يفعل لم يكن بسبب منه فلم يضمنه كما لو لم يعلم بحاله .
وأما مسألة الطعام : فإنه منعه منه منعا كان سببا في هلاكه فافترقا .
قال في الفروع فدل أن كلام الأصحاب عند المصنف لو لم يطلبه فإن كان ذلك مرادهم فالفرق ظاهر .
ونقل محمد بن يحيى فيمن مات فرسه في غزاة لم يلزم من معه فضل حمله .
ونقل أبو طالب يذكر الناس فإن حملوه وإلا مضى معهم .
فائدة : من أمكنه إنجاء شخص من هلكة فلم يفعل ففي ضمانه وجهان .
وأطلقهما في الفروع و القواعد الأصولية .
أحدهما يضمنه قدمه في الرعايتين و الحاوي الصغير .
وجزم به في الخلاصة و المنور .
والوجه الثاني : لا يضمنه .
اختاره المصنف في المغني والشارح .
وقيل : الوجهان أيضا في وجوب إنجائه .
قلت : جزم ابن الزاغوني في فتاويه باللزوم .
وتقدم ما يتعلق بذلك في كتاب الصيام .
تنبيه : قال في القواعد الأصولية لما حكى الخلاف هكذا ذكره فيمن وقفت على كلامه وخصوا الحكم بالإنسان ويحتمل أن يتعدى إلى كل مضمون إذا أمكنه تخليصه فلم يفعل حتى تلف .
ويحتمل أن يختص الخلاف بالإنسان دون غيره لأنه أعظم حرمة من غيره .
ويحتمل أن يتعدى إلى كل ذي روح كما اتفق الأصحاب على بذل فضل الماء للبهائم وحكوا في الزرع روايتين .
وذكر أبو محمد إذا اضطرت بهيمة الأجنبي إلى طعامه ولا ضرر يلحقه ببذله فلم يبذله حتى ماتت فإنه يضمنها وجعلها كالآدمي انتهى