ما أفسدت من الزرع والشجر ليلا .
قوله وما أفسدت من الزرع والشجر ليلا يعني يضمنه ربها .
وهذا بلا نزاع لكن ظاهر كلام المصنف : الضمان سواء انفلتت باختياره أوبغير اختياره وهو رواية عن الإمام أحمد C نقلها جماعة منهم ابن منصور و ابن هانيء وقطع به المصنف .
قال ابن منجا في شرحه : صرح به المصنف في المغني وغيره من الأصحاب انتهى وقدمه في الفائق .
قال الزركشي : كذا قال جماعة من الأصحاب منهم القاضي في الجامع الصغير و الشريف و أبو الخطاب في خلافهما و الشيرازي و ابن البنا و ابن عقيل في التذكرة وغيرهم انتهى .
والصحيح من المذهب : أنه لايضمن إذا لم يفرط قدمه في المحرر و الفروع وقال : جزم به جماعة .
قال ابن منجا : وكلامه هنا مشعر به لأنه عطفه على ضمان ماجنت يدها أوفمها بعد اشتراط كونها في يد إنسان موصوف بماذكر انتهى .
قال الحارثي : إنما يصمن إذا فرط أما إذا لم يفرط : فإنه لا يضمن قاله القاضيان - أبو يعلى و ابنه الحسن - و ابن عقيل و القاضي يعقوب و السامري والمصنف في الكافي وغيرهم .
قال في الفائق : ولو كسرت الباب أوفتحته : فهدر ولوفتحه آدمي : ضمن .
تنبيه : قوله وماأفسدت من الزرع والشجر ليلا يضمنه ربها خصوص الضمان بالأمرين وكذا قال في الشرح والنظم وجماعة .
قال في الفروع : جزم به المصنف ولعله أراد في هذا الكتاب .
وذكره أيضا رواية عن الإمام أحمد C .
وجزم في المغني : إن أتلفت غير الزرع : لم يضمن مالكها نهارا كان إتلافها أوليلا .
قال الحارثي و ابن منجا : ولم أجده لأحد غيره انتهيا .
قلت : هو ظاهر كلام الخرقي لاقتصاره عليه .
والصحيح من المذهب : أنه يضمن جميع ما أتلفه مطلقا .
قال الحارثي : وكافة الأصحاب على التعلميم لكل مال بل منهم من صرح بالتسوية بين الزرع وغيره منهم القاضي في المجرد و السامري في المستوعب .
قال ابن منجا في شرحه : خص المصنف الحكم بالزرع والشجر وليس كذلك عند الأصحاب انتهى .
وقدمه في الفروع وقال : نص عليه وجزم به جماعة انتهى .
وقدمه في الفائق أيضا .
وقال في الواضح : يضمن ما أتلفت ليلا من سائر المال بحيث لاينسب واضعه إلى تفرط .
فائدة : لو ادعى صاحب الزرع : أن غنم فلا نفشت ليلا ووجد في الزرع أثم غنم : قضي بالضمان على صاحب الغنم نص عليه في رواية ابن منصور .
وجعل الشيخ تقي الدين هذا من القيافة في الأموال وجعلها معتبرة كالقيامة في الأنساب قاله في القاعدةالثالثة عشر ويتخرج وجه : لا يكتفي بذلك .
قلت : ومحل الخلاف إذا لم يكن هناك غنم لغيره