فصل : استحباب عيادة المريض ما يستحب عند المريض والمحتضر .
فصل : يستحب عيادة المريض [ قال البراء : أمرنا رسول الله A باتباع الجنائز وعيادة المريض ] رواه البخاري و مسلم وعن علي Bه أن النبي A قال : [ ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة ] قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب وإذا دخل على مريض دعا له ورقاه [ قال ثابت لأنس : يا أبا حمزة اشتكيت قال أنس : أفلا أرقيك برقية رسول الله A ؟ قال : بلى قال : ( اللهم رب الناس مذهب إلباس اشف أنت الشافي شفاه لا يغادر سقما ) ] وروى أبو سعيد قال : [ ( أتى جبريل النبي A فقال : يا محمد اشتكيت ؟ قال : نعم قال : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس وعين حاسدة الله يشفيك ) ] ونال أبو زرعة : كلا هذين الحديثين صحيح وروي أن النبي A قال : [ إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإنه لا يرد من قضاء الله شيئا وإنه يطيب نفس المريض ] رواه ابن ماجة ويرغبه في التوبة والوصية لما روى ابن عمر عن النبي A أنه قال : [ ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده ] متفق عليه .
فصل : ويستحب أن يلي المريض أرفق أهله به وأعلمهم بسياسته وأتقاهم لربه تعالى ليذكره الله تعالى والتوبة من المعاصي والخروج من المظالم والوصية وإذا رآه منزولا به تعهد بل حلقه بتقطير ماء أو شراب فيه ويندي شفتيه بقطنة ويستقبل به القبلة لقول رسول الله A : [ خير المجالس ما استقبل به القبلة ] ويلقنه قول لا إله إلا الله لقول رسول الله A : [ لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ] رواه مسلم وقال الحسن : [ سئل رسول الله A أي الأعمال أفضل ؟ قال : ( أن تموت يوم تموت ولسانك رطب من ذكر الله ) ] رواه سعيد ويكون ذلك في لطف ومداراة ولا يكرر عليه ولا يضجره إلا أن يتكلم بشيء فيعيد تلقينه لتكون لا إله إلا الله آخر كلامه نص على هذا أحمد وروي عن عبد الله بن المبارك أنه لما حضره الموت جعل رجل يلقنه لا إله إلا الله فأكثر عليه فقال له عبد الله : إذا قلت مرة فأنا على ذلك ما لم أتكلم قال الترمذي : إنما أراد عبد الله ما روي عن النبي A أنه قال : [ من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ] رواه أبو داود بإسناده وروى سعيد بإسناده [ عن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قال : أجلسوني فلما أجلسوه قال : كلمة سمعتها من رسول الله A كنت أخبؤها ولولا ما حضرني من الموت ما اخبرتكم بها سمعت رسول الله A يقول : من كان آخر قوله عند الموت لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا هدمت ما كان قبلها من الخطايا والذنوب فلقنوها موتاكم ) فقيل يا رسول الله فكيف هي للأحياء ؟ قال : ( هي أهدم وأهدم ) ] قال أحمد ويقرؤون عند الميت إذا حضر ليخفف عنه بالقراءة يقرأ { يس } وأمر بقراءة فاتحة الكتاب وروى سعيد ثنا فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة لما حضر غضيف بن حارث الموت حضره إخوانه فقال : هل فيكم من يقرأ سورة يس قال رجل من القوم : نعم قال : اقرأ ورتل وانصتوا فقرأ ورتل وأسمع القوم فلما بلغ { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } خرجت نفسه قال أسد بن وداعة : فمن حضره منكم الموت فشدد عليه الموت فليقرأ عنده سورة يس فإنه يخفف عنه الموت