فصول : استحباب الدنو من الإمام لمن بكر والإكثار من الصلاة على النبي والأذكار المستحبة .
فصل : ويستحب الدنو من الإمام لقول النبي A : [ من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها ] رواه أبو داود و النسائي و الترمذي و ابن ماجة وهذا لفظه .
وعن سمرة أن النبي A قال : [ احضروا الذكر وادنوا من الإمام فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها ] رواه أبو داود ولأنه أمكن له من السماع .
فصل : وتكره الصلاة في المقصورة التي تحمى نص عليه أحمد وروي عن ابن عمر أنه كان إذا حضرت الصلاة وهو في المقصورة خرج وكرهه الأحنف و ابن محيريز و الشعبي و إسحاق ورخص فيها أنس و الحسن و الحسين و القاسم و سالم و نافع لأنه مكان من الجامع فلم تكره الصلاة فيه كسائر المسجد ووجه الأول أنه يمنع الناس من الصلاة فيه كالمغصوب فكره لذلك فأما إن كانت لا تحمى فيحتمل أن لا تكره الصلاة فيها لعدم شبه الغصب ويحتمل أن تكره لأنها تقطع الصفوف فأشبهت ما بين السواري واختلفت الرواية عن أحمد في الصف الأول فقال : في موضع هو الذي يلي المقصورة لأن المقصورة تحمى قال : ما أدري هل الصف الأول الذي يقطعه المنبر أو الذي يليه والصحيح أنه الذي يقطع المنبر لأنه هو الأول في الحقيقة ولو كان الأول ما دونه أفضى إلى خلو ما يلي الإمام ولأن أصحاب النبي A كان يليه فضلاؤهم ولو كان الصف الأول وراء المنبر لوقفوا فيه .
فصل : ويستحب لمن نعس يوم الجمعة أن يتحول عن موضعه لما روى ابن عمر قال : سمعت رسول الله A يقول : [ إذا نعس أحدكم يوم الجمعة في مجلسه فليتحول إلى غيره ] رواه أبو مسعود و أحمد بن الفرات في سننه والإمام أحمد في مسنده ولأن تحوله عن مجلسه يصرف عنه النوم .
فصل : ويستحب أن يكثر من الصلاة على رسول الله A يوم الجمعة لما روي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله A : [ أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة ] رواه ابن ماجة وعن أوس بن أوس قال : قال النبي A : [ ( أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ) قالوا يا رسول الله ؟ وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي بليت قال : ( إن الله D حرم على الأرض أجساد الأنبياء عليهم السلام ) ] رواه أبو داود .
فصل : ويستحب قراءة الكهف يوم الجمعة لما روي عن علي Bه قال : قال رسول الله A : [ من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة فإن خرج الدجال عصم منه ] رواه زيد بن علي في كتابه بإسناده وعن أبي سعيد الخدري أنه قال : من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق و قال خالد بن معدان : من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة قبل أن يخرج الإمام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة وبلغ نورها البيت العتيق .
فصل : يستحب الإكثار من الدعاء يوم الجمعة لعله يوافق ساعة الإجابة لأن النبي A ذكر يوم الجمعة فقال : [ فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ] وأشار بيده يقللها وفي لفظ وهو قائم يصلي متفق عليه واختلف في تلك الساعة فقال عبد الله بن سلام و طاوس وهي آخر ساعة في يوم الجمعة وفسر ابن سلام الصلاة بانتظارها وروي مرفوعا عن النبي A فروي عن [ عبد الله بن سلام قال : قلت ورسول الله A جالس أنا لنجد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا قضى حاجته قال عبد الله بن سلام : فأشار إلي النبي صلى الله عيه وسلم أو بعض ساعة فقلت : صدقت أو بعض ساعة قلت : أي ساعة هي ؟ قال : هي آخر ساعة من ساعات النهار - قلت أنها ليست ساعة صلاة قال بلى - إن العبد المؤمن إذا صلى ثم جلس لا يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة ] رواه ابن ماجة ويكون القيام على هذا بمعنى الملازمة والإقامة كقول الله تعالى { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما } وعن أنس عن النبي A أنه قال : [ التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس ] أخرجه الترمذي وقيل هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن يقضي الصلاة لما روى أبو موسى قال : سمعت رسول الله A قال : [ هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن يقضي الصلاة ] رواه مسلم وعن عمرو بن عوف المزني قال : سمعت رسول الله A يقول : [ ( في الجمعة ساعة من النهار لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطي سؤله ) قيل أي ساعة ؟ قال : ( حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها ) ] قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب فعلى هذا التفسير تكون الساعة مختلفة فتكون في حق كل قوم في وقت صلاتهم وقيل هي ما بين الفجر إلى طلوع الشمس ومن العصر إلى غروبها وقيل هي الساعة الثالثة من النهار وقال كعب : لو قسم الإنسان جمعه في جمع أتى على تلك الساعة وقيل هي متنقلة في اليوم وقال ابن عمر : إن طلب حاجة في يوم ليسير وقيل أخفى الله تعالى هذه الساعة ليجتهد عباده في دعائه في جميع اليوم طالبا لها كما أخفى ليلة القدر في ليالي رمضان وأولياءه في الخلق ليحسن الظن بالصالحين كلهم