فصل : قراءة القرآن بالإيماء .
فصل : كره أبو عبد الله القراءة بالألحان وقال : هي بدعة وذلك لما [ روي عن النبي A أنه ذكر في أشراط الساعة أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرائهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء ] ولأن القرآن معجز في لفظه ونظمه والألحان تغيره وكلام أحمد في هذا محمول على الأفراط في ذلك بحيث يجعل الحركات حروفا ويمد في غير موضعه فأما تحسين القراءة والترجيع فغير مكروه فإن [ عبد الله بن المغفل قال : سمعت رسول الله A يوم فتح مكة يقرأ سورة الفتح قال فقرأ ابن المغفل ورجع في قراءته ] وفي لفظ قال : [ قرأ النبي A عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته ] قال معاوية بن قرة لولا أني أخاف أن تجتمع علي الناس لحكيت لكم قراءته رواهما مسلم وفي بعض الألفاظ فقال : أأأ وروي أبو هريرة قال : [ قال رسول الله A : ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ] يعني استمع وقال النبي A : [ زينوا القرآن بأصواتكم ] وقال النبي A : [ ليس منا من لم يتغن بالقرآن ] وقد اختلف السلف في معنى قوله يتغنى بالقرآن فقال ابن عيينة و أبو عبيد وجماعة غيرهما معناه يستغني بالقرآن قال أبو عبيد وكيف يجوز أن يحمل على أن من لم يغن بالقرآن ليس من النبي A ؟ وقالت طائفة منهم معناه يحسن قراءته ويترنم به ويرفع صوته به كما قال أبو موسى للنبي A لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا وقال الشافعي يرفع صوته به وقال أبو عبد الله حزنه فيقرؤه بحزن مثل صوت أبي موسى .
وعلى كل حال فقد ثبت أن تحسين الصوت بالقرآن وتطريبه مستحب غير مكروه ما لم يخرج ذلك إلى تغيير لفظه وزيادة حروفه فقد [ روي عن عائشة Bها أنها قالت للنبي A أستمع قراءة رجل في المسجد لم أسمع قراءة أحسن من قراءته فقام النبي A فاستمع ثم قال : هذا سالم مولى أبي حذيفة الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا ] و [ قال النبي A لأبي موسى : أنني مررت بك البارحة وأنت تقرأ فقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ] .
فقال أبو موسى : لو أعلم أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا مع ما ذكرنا من الأخبار والله أعلم