فصل : أفضل الرباط المقام بأشد الثغور خوفا .
فصل : وأفضل الرباط المقام بأشد الثغور خوفا لأنهم احوج ومقامه به أنفع قال أحمد : أفضل الرباط أشدهم كلبا وقيل لأبي عبد الله : فأين أحب إليك أن ينزل الرجل بأهله ؟ قال : كل مدينة معقل للمسلمين مثل دمشق وقال : أرض الشام أرض المحشر ودمشق موضع يجتمع إليه الناس إذا غلبت الروم قيل لأبي عبد الله : فهذه الأحاديث التي جاءت : [ ان لم تكفل لي بالشام ] ونحو هذا قال : ما أكثر ما جاء فيه وقيل له : إن هذا في الثغور فأنكره وقال : أرض القدس أين هي : ولا يزال أهل اغرب ظاهرين هم أهل الشام ففسر أحمد الغرب في هذا الحديث بالشام وهو حديث صحيح رواه مسلم وإنما فسره بذلك لأن الشام يسمى مغربا لأنه مغرب للعراق كما يسمى العراق مشرقا ولهذا قيل : ولأهل المشرق ذات عرق وقد جاء في حديث مصرحا به : [ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم بالشام ] .
وفي الحديث عن مالك بن مخامر عن معاذ بن جبل قال : وهم بالشام رواه البخاري في صحيحه وفي خبر عن أبي هريرة عن النبي A قال : [ لا تزال طائفة بدمشق ظاهرين ] أخرجه البخاري في التاريخ وقد رويت في الشام أخبار كثيرة منها [ حديث عبد الله بن حوالة الازدي أن النبي A قال : ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقلت : خر لي يا رسول الله قال : عليك بالشام فانها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فمن أبى فليلحق باليمن ويشق من غدره فان الله تكفل لي بالشام وأهله ] رواه أبو داود بمعناه وكان أبو إدريس إذا روى هذا الخبر قال : ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه .
وروي عن الأوزاعي قال : أتيت بالمدينة فسألت من بها من العلماء ؟ فقيل : محمد بن المنكدر ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن علي بن عبد الله بن العباس ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب Bه فقلت : والله لأبدأن بهذا قبلهم فدخلت إليه فأخذ بيدي وقال : من أي اخواننا أنت ؟ قلت : من أهل الشام قال : من أيهم ؟ قلت : من أهل دمشق قال : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله A أنه قال : [ يكون للمسلمين ثلاث معاقل : فمعقلهم في الملحمة الكبرى التي تكون بعمق أنطاكية دمشق ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج و مأجوج طور سيناء ] رواه أبو نعيم في الحلية وفي خبر آخر عن أبي الدرداء أن رسول الله A قال : [ ان فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام ] أخرجه أبو داود وروى سعيد بن منصور في سننه باسناده عن أبي النضر [ أن عوف بن مالك أتى رسول الله A فقال : يا رسول الله أوصني قال : عليك بجبل الخمر قال : وما جبل الخمر ؟ قال : ارض المحشر ] وباسناده [ عن عطاء الخراساني بلغني أن رسول الله A قال : رحم الله أهل المقبرة ثلاث مرات فسئل عن ذلك فقال : تلك مقبرة تكون بعسقلان فكان عطاء يرابط بها كل عام أربعين يوما حتى مات ] وروى الدار قطني في كتابه المخرج على الصحيحين باسناده عن ابن عمر [ أن النبي A صلى على مقبرة فقيل له : يا رسول الله أي مقبرة هي ؟ قال : مقبرة بأرض العدو ويقال لها عسقلان يفتتحها ناس من أمتي يبعث الله منها سبعين الف شهيد فيشفع الرجل في مثل ربيعة ومضر ولكل عروس وعروس الجنة عسقلان ] وباسناده عن ابن عباس Bه [ أن رجلا اتى النبي A فقال : اني أريد أن أغزو ؟ فقال : عليك بالشام وأهله ثم الزم من الشام عسقلان فانها إذا دارت الرحى في أمتي كان أهلها في راحة وعافية ]