مسألة : تمام الرباط أربعون يوما .
مسألة : قال : وتمام الرباط أربعون يوما .
معنى الرباط الإقامة بالثغر مقويا للمسلمين على الكفار والثغر كل مكان يخيف أهله العدو ويخيفهم وأصل الرباط من رباط الخيل لأن هؤلاء يربطون خيولهم وهؤلاء يربطون خيولهم كل يعد لصاحبه فسمي المقام بالثغر رباطا وإن لم يكن فيه خيل وفضله عظيم وأجره كبير قال أحمد ليس يعدل الجهاد عندي والرباط شيء والرباط دفع عن المسلمين وعن حريمهم وقوة لأهل الثغر ولأهل الغزو فالرباط أصل الجهاد وفرعه والجهاد أفضل منه للعناء والتعب والمشقة .
وقد روي في فضل الرباط أخبار منها ما روى سلمان قال : سمعت رسول الله A يقول : [ رباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه فان مات جرى عليه عمله الذي يعمل واجري عليه رزقه وأمن الفتان ] رواه مسلم .
وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله A قال : [ كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فانه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر ] رواه أبو داود و الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وعن عثمان بن عفان Bه أنه قال على المنبر : إني كنت كتمتكم حديثا سمعته من رسول الله A كراهية تفرقكم عني ثم بدا لي أن احدثكموه ليختار امرؤ منكم لنفسه سمعت رسول الله A يقول : [ رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل ] رواه أبو داود و الأثرم وغيرهما إذا ثبت هذا فان الرباط يقل ويكثر فكل مدة أقامها بنية الرباط فهو رباط قل أو كثر ولهذا قال النبي A : [ رباط يوم - ورباط ليلة ] قال أحمد : يوم رباط وليلة رباط وساعة رباط وقال عن أبي هريرة : ومن رابط يوما في سبيل الله كتب به أجر الصائم القائم ومن زاد زاده الله وروى سعيد بن منصور باسناده عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة : رباط يوم في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين : مسجد الحرام أو مسجد رسول الله A ومن رابط اربعين يوما فقد استكمل الرباط وتمام الرباط اربعون يوما روي ذلك عن أبي هريرة وابن عمر وقد ذكرنا خبر أبي هريرة وروى أبو الشيخ في كتاب الثواب باسناده عن النبي A أنه قال : [ تمام الرباط اربعون يوما ] وروي عن نافع عن ابن عمر أنه قدم على عمر بن أبي الخطاب من الرباط فقال له : كم رابطت ؟ قال ثلاثين يوما قال : عزمت عليك الا رجعت حتى تتمها أربعين يوما وان رابط أكثر فله أجره كما قال أبو هريرة ومن زاد زاده الله