فصول في آداب التخلي الاستنجاء .
فصل : ولا يجوز استقبال القبلة في القضاء لقضاء الحاجة .
فصول في آداب التخلي .
لا يجوز استقبال القبلة في الفضاء لقضاء الحاجة في قول أكثر أهل العلم لما روى أبو أيوب قال : قال رسول الله A : [ إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره ولكن شرقوا أو غربوا ] قال أبو أيوب : فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله D متفق عليه ول مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله A : [ إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ] وقال عروة بن ربيعة و أبو داود يجوز استقبالها لما روى جابر قال : نهى رسول الله A أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب وهذا دليل على النسخ فيجب تقديمه .
ولنا : أحاديث النهي وهي صحيحة وحديث جابر يحتمل أنه رآه في البنيان أو مستترا بشيء ولا يثبت النسخ بالاحتمال ويتعين حمله على ما ذكرنا ليكون موافقا للأحاديث التي نذكرها فأما في البنيان أو إذا كان بينه وبين القبلة شيء يستره ففيه روايتان إحداهما لا يجوز أيضا وهو قول الثوري و أبي حنيفة لعموم الأحاديث في النهي والثانية يجوز استقبالها واستدبارها في البنيان روي ذلك عن العباس وابن عمر Bهما وبه قال مالك : و الشافعي و ابن المنذر وهو الصحيح لحديث جابر وقد حملناه على أنه كان في البنيان وروت عائشة أن رسول الله A ذكر له أن قوما يكرهون استقبال القبلة بفروجهم فقال رسول الله A : [ أوقد فعلوها ؟ استقبلوا بمقعدتي القبلة ] رواه أصحاب السنن وأكثر أصحاب المسانيد منهم أبو داود و الطيالسي رواه عن خالد بن الصلت عن عراك بن مالك عن عائشة قال أبو عبد الله أحسن ما روي في الرخصة حديث عائشة وإن كان مرسلا فإن مخرجه حسن قال أحمد : عراك لم يسمع من عائشة فلذلك سماه مرسلا وهذا كله في البنيان وهو خاص يقدم على العام وعن مروان بن الأصفر قال : رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة ثم جلس يبول إليها فقلت : يا أبا عبد الرحمن أليس قد نهي عن هذا ؟ قال : بلى إنما نهي عن هذا في الفضاء فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس رواه أبو داود وهذا تفسير لنهي رسول الله A العام وفيه جميع بين الأحاديث فيتعين المصير إليه وعن أحمد أنه يجوز استدبار الكعبة في البنيان والفضاء جميعا لما روى ابن عمر قال : رقيت يوما على بيت حفصة فرأيت النبي A على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة متفق عليه