إلا إذا ذكر فريضة أو فاتته أو أقيمت الصلاة المفروضة .
فصل : وإذا دخل المسجد فذكر فريضة أو فائتة أو أقيمت الصلاة المكتوبة قدمهما على الطواف لأن ذلك فرض والطواف تحية ولأنه لو أقيمت الصلاة أثناء طوافه قطعه لأجلها فلأن يبدأ بها أولى وإن خاف فوت ركعتي الفجر أو الوتر أو أحضرت جنازة قدمها لأنها سنة يخاف فوتها والطواف لا يفوت .
مسألة : قال : ثم أتى الحجر الأسود إن كان فاستلمه إن استطاع وقبله .
معنى استلمه أي مسحه بيده أي مأخوذ من السلام وهي الحجارة فإذا مسح الحجر قيل استلم أي مس السلام قاله ابن قتيبة والمستحب لمن دخل المسجد لأن لا يعرج على شيء قبل الطواف بالبيت اقتداء برسول الله A فإنه كان يفعل ذلك قال جابر في حديثه الصحيح حتى أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا وعن عمرة بن الزبير عن عائشة [ أن النبي A حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت ] متفق عليه وروى ذلك عروة عن أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن عمر ومعاوية وابن الزبير والمهاجرين وعائشة وأسماء ابنتي أبي بكر ولأن الطواف تحية المسجد الحرام فاستحب البداية به كما استحب لداخل غيره من المساجد أن يصلي ركعتين ويبتدئ الطواف بالحجر الأسود فيستلمه وهو أن يمسحه بيده ويقبله [ قال أسلم : رأيت عمر بن الخطاب Bه قبل الحجر وقال : إني لأعلم إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله A قبلك ما قبلتك ] متفق عليه وروى ابن ماجة عن ابن عمر قال : [ استقبل رسول الله A الحجر ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب Bه يبكي فقال : يا عمر ههنا تسكب العبرات ] وقول الخرفي : إن كان يعني إن كان الحجر في موضعه لم يذهب به كما ذهب به القرامطة مرة حين ظهروا على مكة فإذا كان ذلك والعياذ بالله فإنه يقف مقابلا لمكانه ويستلم الركن وإن كان الحجر موجودا في موضعه استلمه وقبله فإن لم يمكنه استلامه وتقبيله قام حياله أي بحذائه واستقبله بوجهه فكبر وهلل وهكذا إن كان راكبا فقد روى البخاري عن ابن عباس قال : [ طاف النبي A على بعير كلما أتى الحجر أشار إليه بشيء في يده وكبر ] وروي [ عن النبي A أنه قال لعمر : إنك لرجل شديد تؤذي الضعيف إذا طفت بالبيت فإذا رأيت خلوة من الحجر فادن منه وإلا فكبر ثم امض ] فإن أمكنه استلام الحجر بشيء في يده كالعصا ونحوها فعل فقد روى ابن عباس [ أن رسول الله A طاف في حجة الوداع يستلم الركن بمحجن ] وهذا كله مستحب ويقول عند استلام الحجر باسم الله والله أكبر إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد A رواه عبد الله بن السائب عن النبي A