دخول مكة وآداب رؤية الكعبة ودخول المسجد الحرام .
فصل : ويستحب أن يدخل مكة من أعلاها لما روى ابن عمر أن رسول الله A دخل مكة من الثنية العليا التي بالبطحاء وخرج من الثنية السفلى وروت عائشة أن النبي A لما جاء مكة دخل من أعلاها وخرج من أسفلها متفق عليهما ولا بأس أن يدخلها ليلا أو نهارا لأن النبي A دخل مكة ليلا ونهارا رواهما النسائي .
مسألة : قال أبو القاسم C : فإذا دخل المسجد فالاستحباب له أن يدخل من باب بني شيبة فإذا رأى البيت رفع يديه وكبر .
إنما استحب دخول المسجد من بابا بني شيبة لأن النبي A دخل منه وفي حديث جابر الذي رواه مسلم وغيره [ أن النبي A دخل مكة ارتفاع الضحى وأناخ راحلته عند باب بني شيبة ودخل مسجد ] .
ويستحب رفع اليدين عند رؤية البيت وري ذلك عن ابن عمر وابن عباس وبه قال الثوري و ابن المبارك و الشافعي و إسحاق وكان مالك لا يرى رفع اليدين لما روي عن المهاجر المكي قال : [ سئل جابر بن عبد الله عن الرجل يرى البيت أيرفع يديه ؟ قال : ما كنت أظن أحدا يفعل هذا إلا اليهود حججنا مع رسول الله A فلم يكن يفعله ] رواه النسائي .
ولنا ما روى أبو بكر بن المنذر [ عن النبي A أنه قال : لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن افتتاح الصلاة واستقبال البيت وعلى الصفا والمروة وعلى الموقفين والجمرتين ] وهذا من قول النبي A وذاك من قول جابر وخبره عن ظنه وفعله وقد خالفه ابن عمر وابن عباس ولأن الدعاء مستحب عند رؤية البيت وقد أمر برفع اليدين عند الدعاء .
فصل : ويستحب أن يدعو عند رؤية البيت فيقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفا وتكريما ومهابة وبرا وزد من عظمية وشرفه ممن حجة واعتمره تعظيما وتشريفا وتكريما ومهابة وبرا الحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله وكما ينبغي لكرم وجهه عز جلاله الحمد لله الذي بلغني بيته ورآني لذلك أهلا والحمد لله على كل حال اللهم إنك دعوت إلى حج بيتك الحرام وقد جئتك لذلك اللهم تقبل منه واعف عني وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت .
قال الشافعي في مسنده : أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج [ أن رسول الله A كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال : اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة وبرا وزد من شرفه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا ] وروى بإسناده عن سعيد بن المسيب أنه كان حين ينظر إلى البيت يقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا السلام قال بعض أصحابنا : يرفع صوته بذلك