فأما ما كان الحرف الواقع فيه الياء والنون همزة نحو قوله المستهزءين و متكئين وخاسئين وشبهه فإن الياء المرسومة قبل النون في ذلك تحتمل ان تكون صورة للهمزة لتحركها وتحرك ما قبلها وان تكون علامة للجمع وذلك الاوجه لما بيناه قبل ولان الهمزة لكونها حرفا من الحروف قد تستغني عن الصورة .
واما قوله في مريم أثاثا ورءيا فإنه رسم في جميع المصاحف بياء واحدة فإن كان رسمه على قراءة من لم يهمز فذلك حقيقة رسمه وإن كان على قراءة من همز فقد حذفت منه ياء واحدة وهي الاولى التي هي صورة الهمزة الساكنة لا غير وذلك لثلاثة معان أحدها ان الهمزة في حال تحقيقها قد تستغني عن الصورة بالشكل لانها حرف كسائر الحروف والثاني انها إذا سهلت في ذلك لزم إبدالها ياء ساكنة لاجل كسرة الراء التي قبلها ثم تدغم في الياء التي بعدها للتماثل وعلى هذا لا تصور رأسا والثالث أن الالف المعوضة من التنوين الذي يتبع الاعراب قد جاءت مثبتة في آخر هذه الكلمة فلزم أن تكون الياء المتصلة في الرسم بها هي التي يلحقها الاعراب لا غير .
وإذا نقط ذلك جعلت الهمزة نقطة بالصفراء وعليها علامة السكون بين الراء والياء في البياض وبالله التوفيق